قبل يومين من زيارة الرئيس : شوارع هادئة وحضور محدود لأبرز المتصدرين للشأن العام بلعصابه
لاتوجد لافتات مرحبة بالزيارة الأولي لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إلي ولاية لعصابة من مجمل الأحزاب الفائزة بتمثيل الولاية (الإنصاف / حوار/ نداء الوطن) إلي غاية منتصف نهار الأربعاء (8 مايو) ، ولم يصل المقاطعة المركزية قبل يومين من موعد الزيارة غير المنتمين للولايات الشرقية من أعضاء الحكومة (الثروة الحيوانية ومفوضة الأمن الغذائي) ،ولم تشهد ليالى لعصابه عموما غير ليالي محدودة لبعض الفاعلين المحليين من أجل حشد السكان، وتذكير الساكنة بما أنجز الرئيس للوطن، والآمال التي يعلقها علي الولاية التي ينحدر منها ؛ فى صراع مفتوح مع العديد من مناوئيه بالطيف المعارض، وآثار داعميه ببعض القطاعات الخدمية غير النشطة.
برامج إذاعية تحاول تسويق المنجز للسكان خلال المأمورية المنصرمة يبعث بها مدير المحطة الجهوية للإذاعة محمد عبد الله ولد محفوظ من وقت لآخر عبر استضافة الوالي، ورئيس الجهة، ورؤساء المصالح المحلية، بينما يلاحظ غياب شبه تام للتلفزيون الوطني عن التحضير الجاري بالشكل المعتاد فى الزيارات الرئاسية (لانقاش لواقع الولاية ولاتسليط للضوء علي ما أنجز لصالح أبنائها، وهو كثير) ، لقد أكتفي القائمون عليه بمرافقة بعض القطاعات الوزارية الساعية إلي تدشين بعض المشاريع التنموية ،أو إطلاق أخري بالتزامن مع زيارة الرئيس.
حددت الجهات الإدارية لكل بلدية من بلديات الولاية المجال المخصص لها من أجل حشد السكان للاستقبال بين المطار ومقر الضيافة بالولاية، ويعمل مشروع مدن بالتعاون مع البلدية الخارجة عن هيمنة حزب الإنصاف علي تنظيف بعض الشوارع الأساسية، بينما تنشغل شركة محلية تم التعاقد معها علي نصب خيمة كبيرة ستكون المنصة التي ستطلق منها مجمل المشاريع، ومنها سيم تدشين الساحة الجديدة الواقعة قبالة قصر الوالي.
لايعدم الزائر للولاية هذه الأيام من ينتقد ضعف اهتمام الحكومة الحالية بالولاية التي ينتمي إليها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، حتي داخل مقاطعة بومديد مسقط رأس الرئيس ومركز الثقل الاجتماعى لحاضنته الاجتماعيه هنالك من يقول بأن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تعامل مع البلد من موقعه كرئيس للجميع، والحكومة تعاملت معهم كحاضنة اجتماعية للرئيس تنتظر منه توجيها بشأن مايجب فعله، إنها بقايا لوثة مناطقيه لم يقبل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يتورط فيها ، وهو يتابع كتاب التاريخ المفتوح بين يديه ، بينما تحضر مشاكل البلاد الأخري بشكل طاغي أمام الرجل الذي ورث البلاد فى وضعية صعبة ؛ أما فى عاصمة الولاية فهنالك العديد من المشاريع المتعثرة (مشروع تزويد المدينة بالمياه / ترميم الشوارع/ تغطية المدينة بالكهرباء) ، ومع ذلك فللرجل أنصاره بمجمل المجالس المحلية المتناثرة فى بين أفل ولعصابه. ويعتقد البعض أن الشعب معه بنسب كبيرة، ولو كان التمثيل الذي أختار للولاية محل تحفظ من طرف العديد من أبنائها.
توجد كتل نسائية فاعلة بالمقاطعة المركزية، ولديها حراك مستمر من أجل تعبئة الأنصار وحشد الدعم للرئيس الزائر؛ ومن أشهرها كتلة “أفق جديد” بقيادة المرشحة السابقة لمنصب العمدة عن التيار الإسلامي، والناشطة اليوم بحزب الإنصاف الحاكم “مريم دافيد”، وكتلة “أحرار كيفه” بقيادة الناشطة فى المجتمع المدني والسياسة الفاعلة “مريم بنت سيديني”، وهي جزء من التحالف الذي يقوده العمدة الحالي “جمال ولد كبود” والذي أطلق مبادرة تسمت بإسم (صادقون).
أختار الحزب الحاكم للولاية واحد من أفضل وزراء التشكلة الحالية (وزير الإسكان سيد أحمد ولد محمد ) لكنه جدول أعماله متوقف علي الظروف التي يمكنه القيام فيها بالمطلوب، فمجمل وزراء الولاية وكبار الفاعلين فيها ينتظرون الساعات القليلة التي تسبق وصول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قبل الوصول إلي المناطق التي ينحدرون منها، بل إن الخط الذى فتحته الخطوط الموريتانية يشكل فرصة لمن يحرصون علي التقاط الصور عند الإستقبال من أجل الوصول فى الوقت المناسب (يوم الخميس) والمغادرة فى الوقت المطلوب (يوم الأحد)، وبين الخميس والأحد نشاط سياسي مساء الخميس، واجتماع للأطر مساء الجمعة ، واستقبال صباحي للرئيس، واجتماع الرئيس بالأطر ليلة الأحد. إنها دقائق غالية وفيها من الأنشطة مايكفي غير المتحمل للثقل، والمتخفف من تبعات المنصب، والمراهن علي وجود آخرين يمكنهم القيام بالدور المطلوب، بل لم لا يترك الدور للرئيس للقيام بما يلزمه من أجل تأمين مأمورية ثانية لنفسه، عبر الاتصال المباشر بالقواعد، وتجسير العلاقة بالقوي السياسية المحلية، عبر استضافة ممثليها الحقيقيين، والتعامل مع من يمكنه الصمود فى حر الصيف وقر الشتاء، بين القري المتناثرة وآدوابه. لقد بدأت بالفعل ملامح تلك المرحلة فى لعصابة منذ أيام قليلة بإعادة الثقة فى رجل الميدان والزعيم القبلي البارز سيدي محمد ولد محمد الراظي، بعدما أقيل قبل فترة تحت ضغط التقارير الواردة من الولاية (الأجهزة الأمنية والحزب) عن مستوي الرفض الذي قاده ضد لوائح حزب الإنصاف الحاكم ، بعدما رفض ومعه آخرون أن يكونوا مجرد لعبة بيد مجموعة من متصدري الشأن العام بالمراسيم الرئاسية ، والتعيينات الحكومية، دون علاقة تذكر بالقواعد الشعبية فى الميدان.
وفى كنكوصه البوابة الجنوبية للولاية لاتزال الأمور بقبضة الزعيم السياسي البارز كابه ولد أعليوه، مع حضور قوي للحلف الآخر ببعض أطراف المقاطعة. وفى كيفه (عاصمة الولاية) هنالك شعبية ثابتة لتحالف قبلي رفض الحزب الحاكم التعامل مع رموزه طيلة السنين العشرة الأخيرة، ورفضت قواعده الشعبية إسلامه للمجهول؛ لقد تصدروا واجهة الفعل السياسي بكيفه طيلة استحقاقيين متتالين برغم قوة المنافسة الميدانية ( التحالف الذي يقوده رجل الأعمال لمرابط ولد الطالب ألمين) والتحالف الذي يقوده الدبلوماسي محمد محمود ولد الغوث؛ وهو رجل ثقة فى مجتمعه عصي علي الترويض.
بينما تتصارع النخبة السياسية فى مقاطعة “كرو” من أجل حسم خيارات المقاطعة الرئيسية ، خصوصا بعد خسارة الحزب الحاكم للإنتخابات الأخيرة (النواب وبعض العمد) ، وهناك مساعي لتشكيل تحالف عريض من رموز المرحلة السابقة؛ بينما لايزال وزير التهذيب المختار ولد داهي يتمتع بمكانة كبيرة داخل المقاطعة عموما، وبلديتي “كرو وكامور” علي وجه الخصوص.
يحاول حاكم المقاطعة المركزية جمع كلمة الجميع مساء الخميس القادم بكرو، ضمن اجتماع يراد منه تجاوز بعض الخلافات القائمة، وتنظيم استقبال جماهيري للرئيس الزائر.
من الناحية الأمنية تدار الأمور بشكل سلس من عاصمة الولاية (تجمع الحرس الجهوي) ومدينة لعيون بالحوض الغربي (الناحية الشرقية للدرك) وهنالك حراك مستمر للشرطة بالمنطقة، بينما لم تسجل الحدود أي حوادث يمكنها تعكير صفو الإستقبال، أو التشويش علي الزيارة، وهنالك انتشار مكثف للقوات المسلحة بالمناطق الحدودية منذ أسابيع.
نقلا عن موقع زهرة شنقيط