تعزية: مات الشيخ الكن ولد العباس وما ماتت فضائله
التقيت بالشيخ الشهم، رحمة الله عليه، قبل سنوات عند نزيل فصك، في أواسط 2012، جئت مع عدد من الزوار، إلى الشيخ سيدي محمد الكنتي، ووجدت الكن ولد العباس، ضمن جماعة أتت قبلنا بأيام، ونال إعجابي شهامة الرجل وطيب أخلاقه ولين عريكته.
أمضينا ليلتين معه وكأننا لم نفترق، طيلة حياتنا، نتيجة لما لمسنا فيه من الطيب والأخلاق العجيبة والفوائد الغريبة والنكتة النادرة وسرده للحديث سردا ممتعا، لا يمل المنصت من سماع صوته الحلو العذب، المليء بالحكم والطرائف وأخلاق النبلاء وأيام العرب، وإرهاصات التأسيس للدولة الحديثة.
ليال عجيبة في جناب شيخ وقور تظهر البركة على قسمات وجه، لم تقع عيني في تلك السنة على شخص مثله في السخاء والكرم والطيب وحسن المعاشرة والتواضع، وحب الخير للناس والاهتمام بشؤون المسلمين، والحث على معالي الأمور والابتعاد عن سفاسفها.
رابطنا معه ليال في أحد بيوت الضيافة، عند “نزيل فصك” في جلسات متواصلة على الشاي والحديث العذب الممتع، المليء بالمزايا الفاضلة والفوائد النادرة، من رجل بشوش يملك أخلاقا موغلة في الطيبة والسماحة والوفاء.
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
مات الشيخ الكن ولد العباس وما ماتت فضائله تقبله الله في جنات الخلد مع النبئين والصديقن والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجعله في زمرة {… الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
لا يسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }.
بهذه المناسبة الحزينة، نعزي عشيرة أولا سيدي ببكر في المصاب الجلل، وعزائي موصول لكل أفراد الأسرة الكريمة، وأخص بالذكر البكاي وأحمد وحم و كل الأخوات الغاليات، وما نقول إلا ما يرضي الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أخوكم: أحمد ولد طالبن