الحسن أحمد سالم اميمين يكتب: تحت يافطة حرية التعبير

من حين لآخر تخرج علينا خفافيش الليل وجرذان الجحور تتسلل في جنح الظلام تنح وتعوي كما تعوي الكلاب المسعورة مسببة بضجيجها فوضى بين الناعقين الذين لا يفرقون بين الحق والباطل ولا بين الصحيح والخطأ ولا الرديء والجيد يحسبون كل صيحة عليهم.

هؤلاء الانذال الانجاس اتباع الشياطين الذين يحاولون النيل من اشرف واقدس كتاب منزل منذ خلق الله السماوات والأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، المنزل على أكرم مخلوق على الله ، هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، الحاوي بين دفتيه انواع الإعجاز إعجاز في خبر المغيبات إعجاز في الفاظه في سبكه في تناوله للقصص في حروفه في تركيبه في نسقه في موسيقاه في شموله في أوامر وزواجه في حلاله وحراميه في حلوله الاقتصادية والاجتماعية في تربيته للنفوس وتزكيته للعقول في انشاءه الأمم وتنظيمها وإدارتها ، هذا غيض من فيض.

لكن لاغرو فمن جهل شيئا عاداه ، فهؤلاء الذين يدنسون المصحف دنسهم الله واعمى ابصارهم او يحاولون النيل من الجناب النبوي الشريف يبيعون دينهم بعرض من الدنيا زائل يتزلفون لاصحاب الأهواء المريضة والعقول السقيمة يتوددون لكل مارق منافق وكل ملحد جاحد ، وهيهات ان يضر الزبد البحر أو يصل الدخان إلى السماء وهيهات الثرى من الثريا ، يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ، كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها واوهى قرنه الوعل ، من زكاه الله فمن ينال منه ، فقد زكا الله كتابه بقوله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، ذلك الكتاب لا ريب ، نزل عليك الكتاب بالحق ، يأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا إليكم نورا مبينا ، وانزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لمايديه من الكتاب ومهيمنا عليه ، وما كان هذا القرءان ان يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه ، انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ، إلى غير ذلك ، وقد زكى رسوله صلى الله عليه وسلم زكى نطقه وعقله زكى سمعه وبصره زكى هواه واقسم بحياته ومدحه في كثير من الآيات القرآنية كقوله : وانك لعلى خلق عظيم ، بالمؤمنين رءوف رحيم ، انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ، لقد رأى من آيات ربه الكبرى ، ما ودعك ربك وما قلى.، ورفعنا لك ذكرك ، فلا نستكثر ممن لم يؤمن بهذا الكتاب ولم يصدق هذا النبي وأتباعهم ان يصدر منهم طعنا او جرحا او تنقيصا فهذا دينهم منذ نزول هذه الرسالة الى ان يرث الله الأرض ومن عليها ، لكن العجاب ان يصدر هذا ممن تربى بتربيتنا ومن بني جلدتنا.، فالذي جلب علينا الويلات ابتعادنا نحن عن الاهتداء بالقرءان الكريم واخذنا للتربية من خارجه وعدم تحكيمنا له في حياتنا اليومية وعدم تخلقنا بأخلاقه وعدم دفاعنا عنه بالقدر الكافي حيث تكون نفوسنا وجاهنا ومالنا وسلطتنا واولادنا مسخرة ومبذولة للذب والذود عنه في بيوتنا في وطننا وفي المحافل الدولية حتى تصل رسالته كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله هذا الدين بعز عزيز او بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر .

وسيتحقق ما قال لانه اخبار بالغيب وهو لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى
الحسن احمد سالم اميمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى