صرخة خوف ووجل من هول ما هو قادم إذا لم يطبق الحد في المسيء لنفسه…
ياناس إن هذا الأمر جلل ومخيف، إذا ما تنبهنا، ووقفنا ضد ماهو آئل إليه مصير هذا المسيء أو المسيئة فأيادي خفية داخلية وخارجية تريد تمييع القضية وتمريرها عبر مسارات ملتوية كما اتخذت سالفا مع المسيء ولد امخطير، ياناس إن الرسول صلى الله عليه وسلم غني عنا والله ناصره وكفاه شر المستهزئين قال تعالى(إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)، وقال جل من قائل: ( إِنَّا كَفَيْنَكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) صدق الله العظيم.
إنما هذه ابتلاءات ومحن لنا عموما وللدولة والحاكم خاصة.
أما نصيبنا من هذه المحنة فيتجلى في أمرين: _ إما الركون والخنوع وتصديق كلما يصدر عن الحكومة من الوعود الكاذبة والتصريحات الرسمية المنومة لمشاعر المسلمين المحترقة والمتوقدة ، فتماطل الدولة وتمدد و تحيل للقضاء الفاسد أصلا _ كما فعلت _ وتأخذ القضية مسارا طويلا يؤخذ فيه بالقوانين الوضعية ثم يفتح المجال لمنظمات حقوق الإنسان ، كل ذلك خوفا على مصالحها خارجيا، فهي إن شاءت أقامت الحد على المسيء بين عشية وضحاها ، فقد أصدرت قوانين لحماية الرموز وطبقتها فورا.
ولا مسوغ لاستسهالها هذه القضية وهي أحرى بالإنفاذ وإقامة الحد فورا ، فهذا شأن أعظم من الرموز ، فتوجب علينا كافة أن نصرخ في وجه الدولة ونستنكر ونشجب تهاونها في هذا الشأن العظيم المهيب .
فالله الله ياقوم في دينكم وشريعتكم ونبيكم فأعظم ما يبتلى به المسلم أن يفتن في دينه.
فإذاً إما أن نخضع ونستسلم لواقع الأمر، وإما أن نعيَّ مآلات الأمور قبل فوات الأوان ونأخذ العبرة مما سبق ونهبَّ كرجل واحد لنصرة نبينا صلى الله عليه وسلم وإحقاق الحق وتطبيق الحد في المسيئ أو المسيئة ، كل ذلك ممكن ووراد بل يقينا سيحدث إذا وجدت الإرادة ورأى الله فينا الصدق، فيجب أن نضغط بشكل صارم وقوي ومستمر ، بكل الطرق وشتى السبل ، فالضغط والمطالبة المستميتة أمور تخافها الدولة حرصا على الكرسي، فيجب علينا المطالبة بتسريع الإجراءات القضائية وإنهائها في أسرع وقت أو إلغائها إذا تطلب الأمر ذلك وتبين أن قضية القضاء ستطول_ كما هو متوقع ومدبر كما يبدو _ والأخذ بالفتوى الشرعية التي يتفق عليها الأئمة ولا خلاف فيها وهي أن ساب الني صلى الله عليه وسلم لا يستتاب ويقتل حدا إذا تاب قبل أن يقام عليه الحد، أو يقتل كفرا إذا لم يتب قبل ذلك، فهذا الأمر الشرع فيه صارم وصريح، ومجمع عليه ولا خلاف فيه بل لا مجال لمناقشته، فقد أقره الرسول صلى عليه عليه، وورد في الأحاديث الصحيحة الامر بقتل المرتد، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عن النبي صلى الله عليه، أنه قال:<< من بدل دينه فاقتلوه >> أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
ولا معنى للتأخير وانتظار التحقيق وكأن الأمر بسيط.
يا ناس الله الله في دنيكم فالمطلوب منا فقط _ إذ لا نملك تنفيذ الحكم فهو للسطة والحاكم _ الضغط القوي والمطالبة بالإسراع في التنفيذ ، فهذا الأمر عظيم وجلل وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب خلق الله إلى الله، فلا تركنوا إلى الوعود المؤجلة وإن كانت صادقة _الله تعالى أعلم بالنويا _ فنحن لا نزايد على الحكومة كما قال الوزير فالمسلمون في هذه الفتنة متساوون في الابتلاء والمحنة، لكنهم ليسوا متساوون في صنع القرار وتنفيذه ، وقرار إعدام المرتد يتطلب جلدا وقوة وإسراعا بإنفاذه في هذا الزمن ، وهذا هو واجب الدولة وحق عليها، لكن أن تنتظر وتماطل كما تفعل في الأمور الاجتماعية مثلما حدث قبل فترةوجيزة هو ما ليس مقبولا ولا منطقيا، ولا مبرر لأن تتعامل مع هذا الأمر كتعاملها مع تلك القضيا، فالمقام عظيم والأمر جلل، ويتطلب منا هبة واستنفارا لكل القوى والحركات، فلا تأمنوا مكر الله ( فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إلاَّ الْقَوْمُ الْخَسِرُونَ) صدق الله العظيم
ياناس أخاف عليكم تصديق كلام مسؤولي الحكومة المعسول والانصياع له فالله الله في هذا الأمر العظيم فشدوا الأحزمة وكاتفوا الجهود، تصديا لكل تمويه أو تراخي في الأمر محتمل، فرأس الدول قوله ” نطالب بتحقيق في الموضوع وأخذ قرار يرضي الجميع” هذا قول وكلام لين ويبدو منه تهاون ليس هذا مقامه ، بل كان الأجدر القيام بفعل صارم وأمر قاطع بإعدام المسيء فورا، والنزول لساحة ومكان التنفيذ إذا تطلب الأمر ذلك في أن يطبق الحد سريعا فهذا المقام يتلطب كل هذه الإجراء وأكثر .
لكن ضبابية الرؤية والتهاون الذان يكتنفان قضية الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند الدولة لا نفهم المقصد من ورائهما وذلك واضح من التعتيم على شخص المسيئ هل هو أنثى أم ذكر !!!! وواضح أيضا من إحالة القضية للقضاء لتأخذ مسارا طويلا.
ولا نتهم الحكومة ومرؤسيها ولاننويهم في دينهم لكن تركهم القضية في يد القضاء الذي قد جربوه ويدركون مآلاتها فيه أكثر منا أمر داع للشك ومثير للتساؤلات.
فيتحتم علينا قاعدة وشعبا شبابا وشيخوخا وبكل ما أوتينا من جهد وقوة أن نضغط على الدول ونذكر ونستنكر لتغيير هذا المسار فالأمر قد جربناه للأسف الشديد، وقد وقع مثل هذا أيضا في الجزائر قديما في خمسينيات القرن الماضي حيث ارتدت امرأة والعياذ بالله ولم يقم فيها الحد سريعا فتبنتها فرنسا وقد هز ذلك كيان المسلمين آنذاك، وهذا ما حدث معنا في قضية ول امخيطر قاتله الله وقد تبنته أيضا فرنسا، وسيحدث لا قدر الله حاليا إذا لم نتدارك الأمر…
فاياناس خافوا على دينكم وهبوا لنصرته ، فالله الله في دينكم، الله الله في دينكم، فغيرتكم على هذا الدين هي مناط الابتلاء والامتحان ، فالله سبحانه تفكل بحفظ هذا الدين ونصرة نبيه صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة وغني عنا سبحانه قال جل وعلا في محكم كتابه (وَإنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَ لاَ يَكُونُوا أََمْثَالَكُمْ ) صدق الله العظيم.
إنما نحن مبتلون فخافوا الله في نفوسكم وعلى دينكم.
وفيما ذكرت آنفا من تبني الغرب لهؤلاء المسيئين الأنذال أمر مقصود ومدبر له بشكل دقيق لا يتصور ويضيق المقام هنا عن الكلام فيه بشكل مفصل.
فهذا العدو يتكالب على الأمة الإسلامية عامة وعلى هذا البقعة خاصة ، ويجس نبضها بإثارة الفتن العظيمة كما حدث مرارا قبل فترة قليلة فغطت الدولة الحقائق ولفقت ولم تبطق الحدود، فكان ذلك نوعا من التجارب لمعرفة ردة فعل الشارع، ومدى قدرة الدولة على امتصاص غضب المسلمين ليكون فيما بعد هذا البلاء الأعظم، وإذا لم يطبق الحد _ لا قدر الله _ فلن يرتدع هؤلاء الأنذال قاتلهم الله، وستموت الغيرة للدين في قلوب المسلمين أو تضعف ويستشري الإلحاد والردة، وتقوى شوكة الملحدين ويكون الفجور والكفر بواحا علنا، حسبنا الله ونعم الوكيل ، وهذا بالضبط ما يصبوا إليه الغرب ويدفع أبناء المسلمين إليه هنا وفي كل بقاع الأرض … فالله الله في دينكم .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك وتقام فيه حدودك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر. اللهم آمين
اللهم اشهد أني بلغت.
لا حول وقوة إلا بالله العلي العظيم