ثناء مستحق على المرحوم محمد المختار ولد الزامل / بلال ولد ورزك
علمت ببالغ الأسى والحزن نبا وفاة المغفور له بإذن الله محمد المختار ولد الزامل ، تغمده الله برحمته واسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان.
وبهذه المناسبة الاليمة، أود بعد تقديم واجب العزاء للاسرة الكريمة وللوطن بصفة عامة،
أود كذلك أن أعرب عن احترامي وإعجابي به وامتناني له في الوقت الذي نتألم لرحيله، حيثُ فقد بلدنا أحد أهم اطره، خاصة من تلك الفئة التي ظلت تخدم الوطن بشرف. إذا فهذا الثناء، سيكون مخصصا للرجل الذي كان وزيري في الخارجية، والذي عملت معه حين كان سفيرا.
تعرفتُ على المغفور لـه محمد المختار رحمه الله عام 1979 في أبيدجان التي زارها ضمن مهمة الى البنك الافريقي للتنمية (BAD) بصفته وزيرا للتخطيط، وكنت في استقبالــه بصفتي قائما بالأعمال في سفارتنا بالكوتديفوار.
أثناء إقامته في هذه المدينة أذهلني الرجل على الفور بذكائه المتقد وبراعته وعمق بساطته.
في الواقع، لقد احتفظ دائمًا بهذه الصفات طوال حياته المهنية الثريـة، وقد تمكنت من إدراك ذلك جيدا عندما كان المرحوم وزيرًا للخارجية ثم سفيرًا في السنغال حيث كنت اعمل الى جانبه.
تزامن تعيينه سفيــرا في داكار مع تفاقـم الأزمة الموريتانيةـ السنغالية، والتي كانت تتصاعد وتطل برأسها قبل وصوله إلى هذا البلد بوقت وجيز، وعند وصوله كان التوتر قد بلغ أشــده، ويمكن للسفير الذي حل محله أن يشهد على ذلك.
غير انه وإدراكاً منه لصعوبة مهمته الجديدة، فقد فهم على الفور الحاجة إلى إحاطة نفسه بالدبلوماسيين المحترفين من أجل الحد من تفاقم التوترات بين البلدين.
وهكذا، وبناءً على طلبه، قامت وزارة الشؤون الخارجيـة بتعيين ثلاثة مستشارين مهنيين في داكار، من بينهم عبد الرحمن حمزة وتلميدي عمار وأنا.
وعلى الرغم من إصراره على حل الصعوبات وتضافر جهودنا معا في هذا السبيل، فإن الأحداث المؤلمة بين بلادنا والسنغال اندلعت في أبريل 1989، ليعقبها قطع العلاقات الدبلوماسية.
ورغم كل هذا، واصل المرحوم المختار رحمة الله عليه العمل من أجل إحلال السلام من خلال المشاركة الفاعلة في العديد من المشاورات السرية المنعقـدة في فرنسا بين موريتانيا والسنغال، ولقد واصل حضورها حتى تكللت الجهود بإعادة العلاقات الدبلوماسية عام 1992.
أنا على يقين من أن بلادنا العزيزة ستعترف لهذا الرجل المتميز بجميله بعدما خدمها بكل مسؤولية واحترام وبإحساس قوي بالمكانة التي يجب أن تتبوأها الدولة الموريتانية بين الأمم، ولقد اعتاد تقديم المصالح العليا لبلادنا على ما سواها.
ومن جهتي، ما زلت أحتفظ للمرحوم محمد المختار ولد الزامـل بالتقدير باعتباره شخصية وطنية لامعة كما كان رجلا شجاعا، ظل طوال حياته يحظى بالاحترام المطلق من قبل الجميـع.
سعادة السفيـر
بلال ولد ورزك, نواكشوط, 30 سبتمبر 2023