نصر “المرابطون” درس في عذوبة النجاح ومرارة الإخفاق!
النجاح هو الوجه الآخر للهزيمة، فبقدر ما نحس بالفرحة عند نجاحنا في مجال ما نتألم للإخفاق في مجالات أخرى، خاصة مع حصول أسباب النجاح.
لا أحبذ أن أقحم ما يقول البعض إنه “سياسة” فيما يراه البعض “رياضة” فقط، رغم ترابط هذا بذلك، ولكن لا بد من توقف عند محطة عبور “المرابطون” أمس، وكيف جعلوا دموع الفرح تتناثر من كثيرين ممن يمتلكون عاطفة وطنية جياشة، بهذا النصر الاستثنائي على فريق شقيق وقوي.
أولا: يقول كثيرون إن الفريق الوطني تحسن أداؤه كثيرا مع قائده الجديد، هل في هذا اعتراف صريح لدور القادة في تغيير المسارات من الإخفاقات إلى النجاح؟
ثانيا: يرى كثيرون أن الفريق الوطني يعكس تنوع البلد، ويجمع مشاعر الجميع، وها هو أفرح الجميع، هل يمكن أن يقال إن وحدتنا وتنوعنا وسيرنا معا بندية وتعاضد مفتاح آخر للنجاح؟
ثالثا: يلعب الفريق الوطني أمام الجميع، وعلى أرضية واحدة، وهنا نلاحظ جميعا مَن كافح ومن بذل ومن هو دون ذلك، هل يفهم من هذا أن الشفافية وتكافؤ الفرص، من أبرز أسباب النجاح؟
رابعا: نجح الفريق الوطني في هذه المنافسات بعد هزيمتين، أي أنه نجح في محاولته الثالثة، هل يستفاد من هذا أن اليأس والإحباط لا يصنع النجاح؟ وأن المحاولات مع تحسين الظروف وتغيير الخطط، وتصحيح الأخطاء، من أبرز أسباب النجاح؟
أخيرا، أحبتي الكرام، أليس من حقنا أن نفرح بتغيير جدي في محاربة الفساد ومسار الصفقات، وأن نسعى بصدق لينافس بلدنا أمما أخرى في الشفافية والعدالة احترام وقوة القانون؟
أليس من حقنا أن نفرح بتعليم جمهوري حقيقي يكون الكادر البشري فيه في ظروف مناسبة والبنية التحتية ملائمة والمناهج الدراسية مناسبة، تعليم يجمعنا كما جمعتنا الرياضة؟
أليس من حقنا أن نتعم بمنظومة صحية جيدة وبتأمين صحي حقيقي، وبجعل الكادر الصحي في ظروف يستطيع الخدمة، من حيث الرواتب والاكتتاب والبنية التحتية والتجهيزات الخ
أليس من حقنا أن نفرح بعدالة يثق فيها المواطن ويسارع إليها إن ظلم في قطعة أرض أو وظيفة أو في نظام السير الخ؟ وأن نفرح بامن قوامه أجهزة تكتتب بشفافية وتترقى وتعين بمعايير سليمة، وتوفر لها ظروف مناسبة لتخدم المواطن؟
أليس من حقنا أن نفرح باستغلال أراضينا الزراعية استغلالا حقيقيا وبنسبة عالية وأن نحقق الإكتفاء الذاتي الغذائي فعلا لا قولا؟ وأن نفرح بإصلاح عقاري وعدالة في توزيع الأرض في الحضر والريف بدل تركها دولة بين الأقوياء والأغنياء؟ وأن نستفيد من ثرواتنا الحيوانية الكبيرة؟ ومن ثروتنا السمكية والمعدنية؟ أليس من حقنا أن نفرح بإدارة للجميع وليست لحزب أو كشكول سياسي معين؟ وبمنظومة سياسية صالحة؟ وبهئيات انتخابية سليمة وقويمة؟ أليس من حقنا أن نفرح ببيئة صالحة في المدن وخارجها؟ وبمؤسسات ثقافية وفنية حقيقية؟ أليس من حقنا أن نفرح بالاهتمام الحقيقي بجالياتنا في الخارج وبمردوديتهم وبحقوقهم وإشراكهم؟
أليس من حقنا أن نفرح بوطن للجميع، وليس لثلة قليلة من النهابين الفاسدين؟ أليس من حقنا أن نفرح بمنافسة الأمم فيما تتناقس فيه الأمم من تقدم وتنمية وازدهار وعدالة؟
هل يتطلب كل هذا غير قادة جديين لهم رؤية ومسؤولية، وأرضية سليمة، وتكافئ في الفرص، ووحدة حقيقية بندية وأخوية، وشفافية تفرز الأصلح، وتحسين ظروف، وتصحيح أخطاء، وتأييد عام من الجميع.
كما حصل مع “المرابطون” وكما فعل “المرابطون”.
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولكنّ أحلامَ الرجال تضيقُ !
بقلم النائب: محمد الأمين ولد سيدي مولود