محمد المنى يكتب: سفير الثقافة والبحث العلمي.. يحتاجُ دعمَنا عاجلا
محمد المنى
أتابعُ منذ سنوات عديدة أنشطة الباحث الموريتاني الدكتور يحيى ولد أحمد طالب (يحيى سيدي أحمد عبدي) وما يَرد مِن أخبارٍ حول إصداراته العلمية المتتالية، كما أرصد حضورَه الثقافي والإعلامي والفكري المميز داخل الفضاء المغاربي بالخصوص، حيث لم تفتأ الصفحاتُ الثقافية في الجرائد والمجلات المغاربية، وكذلك البرامج الفكرية في القنوات التفلزيونية المغاربية أيضاً، تستضيفه وتحاوره وتنقل أعمالَه البحثة ومحاضراته الفكرية والثقافية. ومن متابعتي لأعماله وأنشطته ومحاضراته ومقابلاته، أدركتُ أهمية الخدمات الجليلة التي قدمها ويقدمها في سبيل إحياء التراث الثقافي الفكري والأدبي والديني لمنطقة الساحل والصحراء والمغرب الكبير، بما فيها بلده موريتانيا، وتشكلت تدريجياً صورتُه في ذهني بوصفه سفيرَ الثقافة والبحث العلمي. لقد نفض الدكتور يحيى الغبارَ عن عدد من نفائس الكتب والمؤلفات، وأرّخ للعديد مِن الزوايا الصوفية والعلمية، وأبان عن علائق وصلات تكاملية قوية بين أنحاء الصحراء الكبرى وبينها وبين محيطيها المغاربي والأفريقي الساحلي.
وخلال رحلته الممتدة في مجال البحث العلمي، أظهر الدكتور يحي ذكاءً نادراً وكفاءةً قلَّ نظيرُها، ومارس الدبلوماسيةَ الثقافية في أرفع صورها، نيابةً عن دبلوماسيتنا الرسمية وعن نخبنا الثقافية معاً.
لكن الدكتور يحيى بدأ في الآونة الأخيرة رحلةً أخرى لا تقل أهمية عن رحلته في مجال البحث العلمي والسفارة الثقافية، ألا وهي رحلة العلاج والتعافي بإذن الله تعالى. وبعد أن خاض رحلتَه الأولى نيابةً عنا، وكان خلالها وحيداً ومجرداً من أي دعم موريتاني، فإن “سفير الثقافة والبحث العلمي” يجب أن يجدنا الآن -وبشكل عاجل- إلى جانبه في رحلته الحالية.. فهو اليوم بحاجة إلى وطنه، لكن حاجةَ الوطن إليه أكبر. ونأمل أن تضطلع السلطاتُ الرسمية بواجب مساندته ودعمه على نحو عاجل في تخطي أزمته الصحية الحالية بأسرع ما يمكن، كي يستأنف مجَدَّداً رحلتَه الأساسية، فتستعيده المكتباتُ والمطابعُ والمنابرُ (الأكاديمية والعلمية والإعلامية)، ويعود إلى أحبته وتلامذته ومتابعيه داخل البلد وخارجه، وما ذلك على الله بعزيز.
محمد المنى