زيارة نواذيبو فوضى ابرتوكولية رغم الإقبال الشعبي/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
زيارة رئيس الجمهورية،محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى لعاصمة ولاية دخلت نواذيبو،و قد حظي الرئيس باستقبال شعبي منقطع النظير،لكن اجتماع الأطر البارحة لم يضبط بروتوكوليا،مما تسبب فى دخول قرابة 1400 شخص لقاعة لا تتحمل سوى 800 شخص،و لم يتمكن عمدة المدينة القاسم ولد بلال من نيل مقعده على المنصة مع الرئيس،مما دفعه للانسحاب لاحقا،و بقي بعض النواب المنتخبين محليا فى نفس السياق من غمط حقهم البروتوكولي،و ربما لم يتمكن بعض الأطر من التدخل أمام الرئيس غزوانى،مما غيب طرح المشاكل الحقيقية لنواذيبو أمام صاحب الفخامة!،و رغم أن الزيارة كانت ناجحة من حيث الاستقبال و الإقبال الشعبي الكثيف،إلا أن هذه الفوضى العارمة وقت اجتماع الأطر مع الرئيس دعت الكثيرين للامتعاض و التعبير عن ذلك صراحة،لدى بعض الجهات الإعلامية،و هو أمر و ملاحظة موضوعية تستدعى بإلحاح ضرورة التقيد و الالتزام الصارم الإيجابي بالقيود و النظم البروتوكولية.
و مثل انعقاد مجلس الوزراء فى نواذيبو ،اليوم الإثنين فرصة لتقريب الإدارة من المواطن و تكريس لامركزية العمل الحكومي،مما سيعطى فرصا واعدة لحل مشاكل المياه و الكهرباء فى نواذيبو و دفع المستوى التنموي لعاصمتنا الاقتصادية ،بإذن الله.
و مهما تكن بعض النواقص و الثغرات البروتوكولية فى هذه الزيارة،فقد نجحت من حيث اهتمام المواطنين و تلاحمهم مع قيادتهم ،و قد طرحت بعض أوجه معاناة نواذيبو ،و تعهد الرئيس بحلها و متابعة ذلك و الحرص لتحويله إيجابيا و عمليا لواقع ملموس.
و قد سمعت بعض الأصوات المطالبة بضرورة تفعيل الدور الحزبي و السياسي للاتحادية الجهوية لحزب الإنصاف فى نواذيبو،و هو ما يستدعى توسيع دائرة المشاركة و التشاور بين مختلف الفعاليات الحزبية الداعمة للسيد الرئيس،حتى من خارج دائرة الحزب الحاكم.
و لعل العمدة القاسم ولد بلال قد انسحب اعتراضا على الخلل البروتوكولي ،الذى منعه من مكانته فى الجلوس بمقعد وًموقع مخصوص،إلا أن السيد العمدة معروف بدعمه للرئيس غزوانى،و لعل مجررد اعتراض فى هذا الصدد البروتوكولي فحسب،أما الذين يعتبرون ذلك بداية مشكلة انتخابية قد لا تخدم الرئيس يوم الاقتراع المرتقب،29/6/2024،فلعل ذلك مجرد تضخيم للحادثة و مبالغة فى أبعادها و انعكاساتها لاحقا.
و سيبقى نواذيبو جبهة متقدمة فى دعم سياسات و منجزات رئيس الجمهورية،لكن هذه الاختلالات البروتوكولية و تهميش بعض الفاعلين الحزبيين الإنصافيين و حتى المستقلين،كل ذلك يتطلب لفتات و لمسات ذكية سريعة لتلافى التقصير و التمييز السلبي،و من الملاحظ أن هذه الفوضى البروتوكولية فى اجتماع الأطر استفاد منها الكثير من الشباب الداعمين لسيادة الرئيس،حيث ربما قصدت الإدارة فتح المجال أمام الجميع،و إن بنفس أقل انتظاما بروتوكوليا ،ليجد كل الناس فرصتهم لمخاطبة و مجالسة الرئيس.
و ربما هكذا السياسة أحيانا،فوضى فى جانب و إيجابيات و نقاط كسب فى جانب آخر.