الشباب وتحدي المستقبل.. الفرصة لا تتكرر/ حمود احمد سالم محمد راره
تعلمنا من السلف الصالح الذي أخذ على عاتقه بناء الدولة في إرهاصاتها الأولى الكثير من الدروس.
ولولا تلك المزايا التي شكلت قناعة راسخة لديهم – رحم الله من توفى منهم واطال عمر الذين مازالوا أحياء – لما تحقق حلم قيام الدولة.
هذه القيم والمزايا هي السر الأهم الذي لم يكتموه عنا بل أرادوا أن نستلهم منه لكي نواصل ما كانوا قد أسسوه وذلك لعلمهم أننا جيل الغد وأن تسليمهم للراية لنا يسبقه عمل مهم وهو تهيئتنا لهذه المهمة النبيلة التي تحتاج التكوين ونقل التجربة.
ولكي لا يضيع جهد التأسيس وما تلاه من كل الجهود، علينا أن نواصل هذا التحول السلس الذي يقتضيه المنطق وتوطده الغيرة على الوطن ويغذيه هاجس المواطنة الحقة الصالحة الناصحة.
على جيل الغد الذي تضع له الدولة اليوم كل الإمكانيات حتى يكون مؤهلا لمواصلة المسيرة أن يدرك حجم التحدي ويكون على قدر الثقة التي تمنح له اليوم وأن يستغل أحسن استغلال هذا المناخ الخاص في سبيل مستقبل البلاد.
الشباب اليوم مطالب أكثر من ذي قبل بوعيه الكامل وثقته المطلقة وحيويته الراسخة وقناعته المتينة أن يكون أهلا للمسؤولية وأن لا يخيب آمال الوطن فيه لأن الأمر جسيم ويتطلب قدرا كبيرا من الوعي والاستعداد والعدة.
مسؤولية الكبار توفير كل الظروف المواتية التي تمكن من التسلح لحمل اللواء، أمام مسؤولية الشباب في استغلال هذه الظروف الي أبعد حد. وحين يتكامل هذا الجهد نكون قد وضعنا لأسس الكفيلة بنهوض الأمة وتحقيق ازدهارها والتقدم بأمان نحو مستقبل أفضل.
هذا الأمر ليس صعب المنال خصوصا إذا ما علمنا أن كل التدابير لذلك وضعت نصب الأعين ويتم العمل على تحقيقها وان وعي شبابنا بهذا الأمر مطمئن.
لا أجد غضاضة في القول وبشكل صريح أن الأمر في المتناول وأنه حتمية ليس لنا من دونها عذر ولذا فإني استنهض في شبابنا هممه العالية وعدم تضييع الفرصة وكي يحذو حذو الاباء المخلصين.
نحن في مفترق طرق إذ يتجه العالم إلي مسار من التطور السريع المذهل ومن لم يأخذ فيه مكانا آمنا ومتقدما سينفصل عن الركب. وإنما يفترس خطر الزوال القاصي.
لقد اتيحت لكم شبابنا اليوم فرصة نادرة حين تم إدراجكم على رأس الأولويات ويجري العمل الدؤوب لشق طريق التمكين أمامكم فلا تضيعوا الفرصة، فالفرص لا تتكرر.