محمد ولد عبد العزيز يكشف تفاصيل الخلاف مع الرئيس الحالي ومسار الأحداث بعد مغادرته السلطة
كشف الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز اليوم، خلال حديثه أمام الغرفة الجزائية الجنائية بمحكمة الاستئناف في نواكشوط، تفاصيل آخر لقاءاته واتصالاته بالرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، وألقى الضوء على مسار تطور الخلاف بينهما منذ مغادرته السلطة وحتى الآن.
أوضح ولد عبد العزيز أن الرئيس ولد الغزواني كان على تواصل دائم معه بعد مغادرته السلطة وسفره إلى الخارج، مؤكداً أن تلك الاتصالات كانت بمبادرة من ولد الغزواني دون أن يبادر هو شخصياً بأي اتصال. وذكر أنه عقب عودته من الخارج، تلقى دعوة لزيارة ولد الغزواني في القصر الرئاسي، حيث تم النقاش حول الحزب الحاكم آنذاك.
وأشار إلى أنه نصح الرئيس الحالي بضرورة الحفاظ على الحزب كمنصة وطنية تُدار بشفافية، بعيداً عن التدخلات الخارجية، مؤكداً أنه رفض بشدة محاولات إدخال شخصيات من أحزاب أخرى لدعم الرئيس الجديد داخل الحزب.
تحدث ولد عبد العزيز عن آخر اتصال هاتفي بينهما، حيث عرض عليه ولد الغزواني اختيار رئيس جديد للحزب ليقوم هو لاحقاً بتسييره. وأكد ولد عبد العزيز رفضه لهذا المقترح، مشيراً إلى أن الخلاف بينهما تعمق بعد ذلك، وأن محاولاته لحصر الخلاف على المستوى الثنائي باءت بالفشل.
وأضاف ولد عبد العزيز أنه تلقى رسالة عبر تطبيق واتساب من الرئيس ولد الغزواني قبل ذكرى الاستقلال الوطني 2019، لكنه لم يفتحها بالكامل. كما أرسل ولد الغزواني مبعوثاً حكومياً إلى ولد عبد العزيز في باديته ببنشاب، غير أن الأخير أكد عدم قابليته للتفاوض إلا بعد خروج بعض الشخصيات من المشهد السياسي.
اتهم ولد عبد العزيز رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو بالتحريض ضده، مشيراً إلى أن المصالح المالية والتجارية لعبت دوراً محورياً في استهدافه. كما تطرق إلى ما وصفه بتسريبات حول تمويل مظاهرات المعارضة.
أكد ولد عبد العزيز تعرضه لمضايقات من بينها قطع راتبه وقطع الكهرباء عن منزله، موجهاً اتهامات لمسؤولين سابقين في شركة الكهرباء بالانتقام منه لأسباب شخصية. كما تحدث عن تغريمه بمبالغ مالية كبيرة بعد مغادرته السلطة، مشيراً إلى وجود دوافع سياسية خلف تلك الإجراءات.
أفصح ولد عبد العزيز عن تفاصيل اجتماعات حصلت قبيل تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية التي استهدفته، قائلاً إن ولد الغزواني أبدى في البداية رفضه للجنة لكنه غيّر موقفه بعد لقاءات خاصة مع مسؤولين من فريقه البرلماني. وأشار إلى أن اللجنة وُظفت كأداة لاستهدافه.
أشار ولد عبد العزيز إلى تسريبات مكالمات تُظهر استهدافه، من بينها مكالمة تتهمه بسرقة الكهرباء، وأخرى تتعلق بتوزيع نواب برلمانيين لمبالغ مالية، مؤكداً أن الشرطة استجوبته حول المكالمة الأخيرة ثم أغلقت الملف.
أكد ولد عبد العزيز أن الخلاف بينه وبين ولد الغزواني تطور بشكل سريع بعد مغادرته السلطة، متحدثاً عن تدخلات خارجية وداخلية أثرت في المشهد السياسي، مشيراً إلى أن كل المحاولات لحل الخلاف باءت بالفشل بسبب ما وصفه بمحاولات تقويض إرثه السياسي ومواقفه.