الدكتور الكنتي يكتب .. لا أعدكم إلا بمزيد من الدموع والدماء…
من أمثال العرب السيارة”لكل مقام مقال”. وحين ينقل المقال من مقامه في مدريد وسط جاليتنا، إلى وسائط التواصل الاجتماعي عبر قنوات غير أمينة غالبا، فإن المقال سيحمل ما لا يقول؛ فتخرج العبارات من سياقاتها لتصب في قوالب أعدت سلفا للتشنيع والتشهير…
حين أطلق اتشيرشل عبارته الشهيرة، وهو يتمشى فوق أنقاض أحياء لندن التي دمرها الطيران النازي، لم يتهمه أحد بتحطيم معنويات شعبه، أو سد الأفق، وتحطيم الآمال… وإنما نظر إليه بصفته قائدا شجاعا قادرا على مصارحة شعبه بالحقيقة المرة في أحلك أوقات انكساره وضعفه. ولم تنهر معنويات الانجليز لإطلاعهم على الواقع بلا رتوش، وإنما استمدوا القوة من صراحة قائدهم وشجاعته في مواجهة الواقع كما هو. وحري بشعبنا، داخل الوطن وخارجه، أن يستمد القوة من شجاعة قائده محمد ولد الشيخ الغزواني في مواجهة واقعنا بكل نواقصه، وآفاقه. لقد أهمل المغرضون ذكر الرئيس للآفاق ليقلبوا تحليله الموضوعي لواقعنا الاقتصادي إلى ما يخدم أجندتهم.
أضف إلى ذلك أن الصوتية المتداولة مبتورة من سياقها؛ فقد كان فخامة الرئيس يرد على مداخلات بعض أفراد جاليتنا. فما الذي قالوه؟ ما هي طلباتهم؟ ما هو تصورهم لإمكانيات بلدهم الحقيقية؟ الجواب على هذه الأسئلة هو الذي يتيح الفهم الصحيح لردود فخامة الرئيس. ومن واقع التجربة فإن لقاءات الرئيس بالجاليات يتخللها غالبا العديد من المطالب الشخصية، والتصورات الخاطئة عن الوطن وإمكانياته. (L’Etat providence).
إن ما “صدم” المغرضين هو شجاعة الرئيس في قول الحقيقة، ودقة اطلاعه على الأحوال العامة للمواطنين ليتخذ من كل ذلك منطلقا للتغيير البناء. والتشخيص الصحيح هو المنطلق السليم لمعالجة الأدواء، وأخطرها داء التخلف. صحيح أن وطننا يصنف ضمن البلدان الفقيرة وعلينا امتلاك الشجاعة لنعترف بذلك سبيلًا لتحقيق تنمية على أسس سليمة، بدل ترديد عبارات التحريض على السلطة العمومية…
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.