موقفنا من نشر ميثاقٍ الخلافة القادرية في الوقت الراهن
حرصا على المصلحة العامة للطريقة القادرية الفاضلية في غرب إفريقيا، وتوضيحا لموقفنا مما يثار هذه الأيام من مساع تهدف إلى ايجاد ميثاق يحكم أمر هذه الخلافة، فإنه لا مناصَ من تبيين نقاط محورية تتعلق بهذا المسعى:
أولا: إنّ الذين لم يتسنَّ لهم حتى الآنَ ايجاد الاتفاق التام بين الجماعة، ولم يَتوصَّلوا لإسلوب يُمكن من عقد اجتماع يضمن لَـمَّ الشمل واجتماع الكلمة وحسم أمر الخلافة، ومازالت تصرفاتهم لاتراعي معادلات التوازن الاجتماعي والسِلم الأهلي، ومازالوا لم يحصلوا على صفة تخولهم إصدار أي عمل عن الخلافة، حَريّون بأنْ لا يصدروا عملا بحجم ميثاق للخلافة، وَأَمَا وقد فعلوا ذلك؛ فإنه لابد من التأكيد على أنّ هذا الميثاق لا يعدو أن يكون أفكارا نظرية بعيدة عن الواقع، والدليل على ذلك أن سَنَّ ميثاق أيّ جهة لابد أن يكون بتشاورِ كافة الأطراف المعنية وإقرار ممثلي هذه الأطراف وتصديق السلطات العامة الحاكمة في البلد، وهذا ما لايتوفر -للأسف – هذا الميثاق على شيء منه.
ثانيا: إننا بهذا القول لسنا ضد تنظيم أمر الخلافة وضبط حيثياتها، ولكنّنا نعلِق سَنّ ميثاقها على اجتماع رسمي عام، فإذا تقرر هذا الاجتماع وتمكنت فيه الأطرافُ المعنية بأمر الخلافة من تقديم خليفة جديد، فإنّ مجلس الشورى للخلافة سينظر في وضع ميثاقها، ولامانع من تبني كُلّ أو بعض مقتضيات هذا العمل الذي نُشر بوصفه ميثاقا للخلافة، أو ايجاد أحسن مِمَّا فيه بالاتفاق، والاتفاق فقط.
ثالثا: نُجدد الطلب للإخوة أن يأخذوا على عاتقهم مسؤولية وحدة الأسرة ولايدفعُ بهم التسرع إلى مزالق التشتت، ويتريثوا حتى تسمح الظروف باجتماع عام يجد فيه الجميع ذاتَه، وتُطرحُ فيه تطلعات كافة الأطراف، فذلكم السداد؛ ذلكم السداد.
الناطق باسم الخلافة العامة للطريقة القادرية، الفاضلية في غرب إفريقيا: الطالب بوي بن الشيخ آياه بن الشيخ الطالب بوي.