نعم لعاصمة تعكس الوجه العصري للبلد / حمود ولد أحمد سالم محمد راره
في القريب العاجل ستكون بحول الله مدينة نواكشوط مدينة عصرية. تعكس الوجه الحقيقي لمدينة تشكل عاصمة البلد وذلك بأمر من رئيس الجمهورية الذي أمر بتخصيص مبلغ معتبر من ميزانية الدولة لتحقيق هذا الاجراء الهام.
ولئن تأخر هذا كثيرا ونحن نستعد للاحتفال بالذكري الرابعة والستين لعيد الاستقلال فإنه يحمل في طياته فخرا واعتزازا بإجراء طال انتظاره. يقول المثل أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي.
نتفق جميعا على الأهمية القصوى لهذا الاجراء لأنه يحمل غيرة على الوطن في وقت سيجعل العاصمة نواكشوط أهلا لأن تكون جديرة بعاصمة بلد هو في الظرف الحالي محط أنظار العالم. وليس من المصادفة في شي ء أن تكون عاصمتنا في حلة بهية ومدينة عصرية بما يلزم.
ستكون طرق نواكشوط ومساراتها المرورية في رونق جذاب واتساع يمنح انسيابية سلسة تجنب الاختناق والزحمة القاتلة. ستكون عمارتها الشاهقة تناطح السحب وتتلألأ واجهاتها بالألوان البهية.
وستزخر بالمنشآت والبنية التحتية الضرورية كما ستزين بالحدائق الغناء.
ستكون بحول الله جوهرة نشعر فيها جميعا بالفخر والاعتزاز وتعكس الوجه الحقيقي للبلد.
لكن هل نحن على وعي كامل بأهمية أن تكون عاصمتنا كذلك. أعتقد أن الامر يتطلب منا وقفة تأمل لكي ما تكتمل صورة عاصمتنا إلا ونحن مهيئين للمحافظة على هذا المكسب وإلا فإننا سنكون قد جنينا على أنفسنا وأجيال القادمة وتاريخنا.
إنه من المهم أن يرافق هذا الامر حملة واعية لتبصير المواطن وتوعيته بأهمية صيانة المكتسبات والتحلي بالسلوك المدني حتى لا نفرط في هذا المسعي النبيل والذي طال انتظاره.
ولكيلا نخادع أنفسنا فنحن نعي بالدرجة الكافية أن أغلب المواطنين ليسوا على القدر الكافي من الانضباط والتقيد بالسلوك المدني الواعي والتحلي بالمسؤولية اتجاه المرفق العام. وهذا هو مكمن الداء الذي يتوجب علينا معالجته بشكل سريع وفعال.
يقول المثل الشعبي “أُخَيْر كَوَّامْ من جَيَّابْ” وفيه من الحكمة والعبرة ما يكفي لنعي الأمر ونسعى جميعا لتحقيق المسعي الهدف الي المحافظة علي المكتسبات التي ننتظرها بفارق الصبر.