الشاعر أبو شجه ..محل اشادة في الخارج ونسيان في الداخل
يطالعنا كتاب ومدونون كبار بشكل شبه يومي بمقالات تثني على شاعرية الشاعر الكبير الشيخ أبو شجه ومساهماته الأدبية الأكثر من رائعة ،حيث أنه فيما يبدو يلقى أكبر اهتمام خارج الحدود ويُوَاجَهُ بالنسيان داخل وطنه ،الذي لطالما تغنى به ومثله أحسن تمثيل ،فأي منا لايتذكر مشاركته المتميزة في النسخة الأولى من برنامج أمير الشعراء والتي شهت منافسة قوية بين فحول شعراء الوطن العربي إلا أن آداءه كان في المستوى حيث ابهر لجنة التحكيم حتى أن بعض اعضائها خرج عن السياق من أجل ممازحته كتعبير عن اعجابه بقصائده الجميلة التي القاها على خشبة مسرح شاطئ الراحة في عاصمة الشعر أبو ظبي..
اليوم خرج علينا الأستاذُ السوري الدكتور عيسى علي العاكوب الذي استعذب ديوان هذا الشاعر الشهم في مقاله الإبداعي الشيّق الموسوم ب”ضغط هاجس الإبداع في ذات البدع” !!
لسنا هنا لتتبع هذا الشاعر الذي لايشق له غبار لوعورة ذلك ،لإيماننا بصعوبة المهمة التي قد تكلفنا نفسا طويلا ،لكن بودنا فقط أن نبدي بعض الملاحظات البسيطة حول التهميش الذي يوجد فيه عبقري مثل ابوشجة الموظف البسيط في مفوضية حقوق الإنسان ربما دفعته اكراهات الحياة على ذلك ،حتى وجدنفسه في عمل هو بالنسبة له قد يكون نوعا من البطالة الفنية chômage technique فمكان الرجل ينبغي أن يكون أكبر من ذلك ،كي يستفيد منه وطنه أيما استفادة ،ويشعر هو نفسه أنه محل تقدير ويستحق رد الجميل.
قريبا سيطل عليكم هذا الكنز الرائع في مقابلة مرئية مع شبكة المراقب /ترقبونا
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
أَلَقُ ذاتِ البِدع :
ما أحسن ما استعذب الأستاذُ السوري الدكتور عيسى علي العاكوب من ديوان شاعرنا الشهم الملهم الشيخ أبو شجه ، في مقاله الإبداعي الشيّق الموسوم ب”ضغط هاجس الإبداع في ذات البدع” !!
وما أطيبَها من باقات عطرة آسرة، تمكّن الكاتبُ من اقتطافها وإمتاعنا بنفحات من أريجها عندما أهداها لنا معبّأة في الحزم الخمس التالية :
1- الشعر أداة تطهير العالم الباطني للشاعر
2- الجد في تطلب الإبداع والتخليق عند هذا الشاعر
3- ملهمة الشاعر أو ذات البدع أو سلمى
4 – الشاعر الذي يغدو عين إلهامه
5- مختصر المستفاد
لقد وقع الكاتبُ فعلا تحت ضغوط هواجس الإبداع في ذات البدع ، بحكم تخصّصه في النقد والبلاغة ، فحاول أن يُحلّق مع الشاعر أبي شجه في عوالمه الشعرية الفسيحة المتعالية ، ليرتاد وإياه رياضا أنُفا من المعاني والصور الخيالية الابتكارية التي ما وطئتها قدم شاعر قط ، وما عتم أن تدفق قلمُه الفياضُ شلالا طافحا بالإعجاب والتقدير في إبداعات شاعرنا الفذِّ ، مستخرجا من مكنونات ذات البدع بدائعَ من الصور الفنية
الرائعة التي لا تصدر إلا عن خيال مجنّح خلاّق ، وقد تمثّل الكاتبُ في محاورته نصوصَ الديوان بباقة من الأبيات والمقطوعات ناهزت جملة الخمسين بيتا،جسّدت في أسمى التجليات امتلاكَ الشاعر ناصيةَ الخلق الشعري وملكوتَ بناء الصور الفنيية
الأنيقة من خلال تزجيتها في جواهرَ لغويةٍ سلسةِ المَقادة بعيدة عن الابتذال والحوشية بُعدَها عن الغرابة والمعاظلة ..
من هنا يسوغ لنا أن نستمتع معا بهذا السلسبيل العذب الدافق في هذه الأبيات التي تنقلنا عبر مشاهد حية أخاذة يمتزج فيها الروحاني بالوجداني، والمعنوي المجرد بالحسي المادي في تناغم مذهل طافح لعناصر من الطبيعة الاصطيافية الجميلة :
وقمت بذات البدع حتى تنبّعت
بقلبي الشموسُ الخضرُ وهي نخيل
وكنت بذات البدع نهبا لأنجم
سقاهن من شجو الحمام أصيل
وألفيت ذات البدع سكرى بما انتشت
بروحي مزامير الظلال تسيل
فشكرا للدكتور عيسى علي الكاعوب على هذا الوسام المشرّف الذي وشّح به ذات البدع ، ومن خلالها الشعب الموريتاني والشعرَلموريتاني برمته ، بل اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين باعتبار ذات البدع أهم دواويننا الشعرية التي استطاعت أن تحجز لنفسها مساحةً مرموقة لدى أهم المنتديات الأدبية ، وجوازَ سفر مفتوح لدىأهم العواصم العربية أدبا وثقافة وإشعاعا..
لهذا وذاك ..فإننا في اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين سنبقى شاكرين لكم أستاذنا الدكتور الباحث المتألق عيسى علي العاكوب،على ما استنطقته من معالم الإبداع الأصيل في شعر أديبنا المبدع أبي شجه
أما انتم أيها الشاعر الرمز
أبو شجه ، فلا تفي الكلمات بشكركم ، ولا العبارات بما تستحقه علينا من تقدير وإعجاب وامتنان ، ولا نشهد لكم في الختام إلا بما شهد به لكم الأباعد والأداني من الاكرمين النقية قلوبهم من الحسد والجحود كما في “ذات البدع” :
((وقد شهد الأباعد و الأداني
كريمهمُ ، وإن جحد اللئيم
بأن المجد حيث يكون شخصي
وهِمّاتي تهيم بها النجوم
مَعاذَ الله لا أُخزَى .. ولكن
فتَى الدنيا و شاعرَها العظيم))
وإلى الأمام شاعرنا الرمز المبدع .. فقدركم أن تظلوا المتصدرَ لمشهد الإبداع الأدبي دائما صديقي العزيز