شمس المعرفة تشرق من قرية التوفيق
تعتبر مدينة التوفيق منارة شامخة ورباطا مقدسا بفضل ما أبدعه علماؤها على مر تاريخها، و عباقرتها المؤلفون الذين شرحوا الوحي ونشروه في كل أصقاع المعمورة، واستنبطوا منه وقاسوا عليه ما أشكل عليهم من الأحكام المتعلقة بالدين والدنيا مع حفظ نصوص الشريعة صدرا.
تبعُد قرية التوفيق 65 كلم من العاصمة أنواكشوط، و تأسست عام 1995م، جامِع القرية لم يكن مجرد مسجد للصلاة و العبادة فحسب، و إنما كان حافلا بتعليم العلوم؛ فكانت فتاوى علمائه النِّبراس الذي يسير على هديِهِ الناس، كما أن أروقته كانت – و لا تزال – ملتقى علميا يقوم على نظام أكاديمي، يعتمد على الموضوعية و المنهجية في التدريس بقيادة حكيمة لشيوخه الأجلاء.
ما يزال طلاب العلم يفدون إلى قرية التوفيق من كل حدب و صوب ليشهدوا منافع لهم، فحلقات العلم مصدر لكل ظمآن للمعرفة الإسلامية الخالصة؛ يُرتوى من منهالها الطاهرة، فالدروس لا يخالطها تشويه أو تحريف أو تضليل.
أما عن كرم أهل القرية و نُبلهم فحدِّث و لا حرج ؛ فحال زائرهم يقول بقول الشاعر :
أولئك قوم شيد الله فخرهم & فما فوقهم فخر و إن عظم الفخر
أناس إذا مالدهر أظلم وجهه& فأيديهم بيض و أوجههم زُهر
يصونون أحسابا و مجدا مؤثلا& ببذل أكف دونها المزن و البحر
سموْا في المعالي رتبة فوق رتبة&أحلتهم حيث النعائم و النسر
فلو لامس الصخر الأصم أكفهم& لفاض ينابيعٓ الندى ذلك الصخرُ
:تحرير:الأيام نت