عمل “عبقرية آلمودات ” وأخواتها. بقلم الكاتب محمد شخينا”
من أيام وانا أسمع عن هذا الكتاب وأتطلع للحصول عليه. وكنت مهتما بما عسى يكون مضمونه لطرافة عنوانه ولمكانة صحابه بين الناس .
بالأمس وصلتني نسخة من المؤلف الأخ الفاضل حسن لبات ومعها إهداء لطيف.
ولما بدأت تصفحه شدتني انسيابيته وعنصر التشويق فيه حتى أنهيته.
لا مراء في أن الكتاب صغير بحجمه لكنه خفيف على الروح و رشيق الأسلوب وفوق ذلك هو إصدار ثمين بمضمونه وثري برسالته وحتى أنه مفيد لمعرفة أسس التعامل مع الآخر المختلف.
إنه مزيج من الواقع والخيال و “نوستالجيا” الزمن الجميل و صدمة الحضارة و تجلي عبقرية الإنسان الموريتاني واستغلاله الفرص الجديدة و حتى أحيانا للصدف.
وفيه توظيف للموروث المحلي وللثقافة العصرية و هو يلامس النقد السياسي بشكل منصف و واقعي كما انه يأتي على ما يكتنف العالم من آلام وآمال وما فيه من قبح وجمال وظلم وعنف مع جوانب خير وعدل .
وخلفية الكاتب اليسارية كان لها حضور أيضا في النص . ولا أدل على ذلك من بعض مسحة “فوضوية” anarchiste تأبى القوالب الجامدة و تتجلى من بين أشياء عدة في آليةالتقديم والتأخير و أيضا التوازي والتراكب و صعوبة التأطير الزمني وأستعصاء النص على أي تصنيف . و ربما يكون هذا المزيج هو خصوصية النص التي أعطته التفرد والقبول و بالتالي النجاح .
واستطرادا في موضوع الخلفية كان هناك أيضا “للضمير ” حضور و “للمقاومة ” نفس .
والضمير لدى البطل “آلمودى” على الخصوص أقل ما يقال عنه أنه ملتبس فهو ضمير حي وميت في نفس الوقت تماما كما هو حال قطة شرودنغير .
كما أن السياق العام هو سياق مقاومة وكفاح و عود للنقطة الأولى ومن ثمه التوثب من جديد و ثنائية الصعود والسقوط .
مسارات عمل “عبقرية آلمودي” وأخواتها غير منتظمة أو نمطية فهي تختلف في كل شيء وحتى حسب ترتيب موت الأبوين:
فعندما ماتت الوالدة أولا كان توجه البطل إلى “لاغوس” ثم إلى الشرق أولا …
وفي الحالة التي توفي الوالد وبقيت الوالدة كان التوجه لنيويورك وكندا…
في الختام نهنيء الكاتب:
1- من جهة على هذا النمط الجديد من الكتب المناسبة لضيق وقت القارئ وكثرة انشغالاته ؛
2 – من جهة ثانية استراتيجية التسويق العصرية والناجحة التي استنفذت المعروض في وقت قياسي غير أننا ننتظر منه أكثر من طبعة ثانية لهذالكتاب .