والي تيرس الزمور: الوضع الإقليمي تغير وحوادث قتل المواطنين مرفوضة

وكان الوالي يفتتح مساء أمس السبت حملة توعية حول “المخاطر والمسلكيات الضارة”، بدأت من سوق المواشي على أن تستمر حتى العاشر من شهر ديسمبر الجاري، وتشمل مواقع التنقيب.

وقال الوالي في حديثه أمام السكان: “نحن في تيرس خاصة، علينا أن ندرك الظروف المحيطة بنا، وبشكل أخص المنمين والمنقبين، فأرواح أبنائنا غالية جدا، ويتألم كل واحد منا لمصاب الآخر، ولكن الأكثر إيلاما هو انتظار تكرار نفس المصاب مرة أخرى، هذا لم يعد مقبولًا، والدولة من هنا تعلن رسميا أنها لم تعدل تقبل تكرار هذه الحوادث”.

وشدد الوالي: “من دخل حوزتنا الترابية يعرف ما سنفعل به، في المقابل يجب على مواطنينا عبور الحدود بطريقة قانونية، فالظروف لم تعد كما كانت في السابق، ولا نعلم كيف ستكون في المستقبل، وهذا مهم أن يدركه كل مواطن”.

وأضاف أن “المحيط الإقليمي لم يعد يسمح بما كان ممكنا في السابق؛ منذ قرابة سنة تغير الوضع، وآن لنا أن ندرك ذلك”.

وكان الوالي يشير إلى حادثة إغلاق معبر الكركارات من طرف ناشطين في جبهة البوليساريو نهاية العام الماضي (2021)، وتدخل الدرك الملكي المغربي لتحرير المعبر وفتحه، لتعلن جبهة البوليساريو العودة إلى ما تسميه “الكفاح المسلح” ضد المغرب، وتتحدث الجبهة منذ ذلك الوقت عن مواجهات في الشريط المحاذي للحدود مع موريتانيا، وخاصة ولاية تيرس الزمور.

وهنا أوضح الوالي أن “أهم ما يمكن أن تقوم به الدولة في هذه الظرفية هو أن تقف على الحدود بجنودها وآلياتها وأسلحتها وطائراتها، ولكن أيضًا أن تبقي مواطنيها في أماكنهم، وهذا هو علامة وجود الدولة، أن يكون هنالك تماسك بين السلطات والمواطنين، وكل جهة تقوم بالدور المنوط بها”، وفق تعبيره.

وعاد الوالي ليشدد على أن “الذهب والمرعى أهم منهما أولاد موريتانيا، والدولة لن تسمح بتعريض أرواحهم للخطر”، ثم أضاف مخاطبًا السكان: “هنالك أشخاص يخاطرون بأرواح الآخرين، فيأخذون رعاة لا يدركون خطورة الوضع، ويرسلونهم إلى مناطق غير آمنة، إذا قتلوا فكأن أحدًا لم يقتل، فيما يبقون هم آمنين في بيوتهم، نفس الشيء يقوم به ناشطون في التنقيب عن الذهب، يمولون منقبين ويمنحونهم السيارات والوقود ويرسلونهم نحو الموت خارج الحدود، هذا لم يعد مقبولًا، المتاجرة بالبشر لم تعد مقبولة”.

وأكد الوالي أنه “سيتم اعتقال جميع المتورطين في إرسال مواطنين نحو المناطق الخطرة خارج الحدود، سواء من تولى إرسال السيارة أو تأجيرها، أو تجهيز المنقبين وتمويلهم”.

ثم أضاف: “ستسمعون خلال الأيام المقبلة دليلا على هذا، وأود أن يفهم الجميع ذلك، وأن ينشغلوا بطريقة لتأمين أرواحهم وممتلكاتهم ولكن داخل الحوزة الترابية لموريتانيا”.

من جهة أخرى، قال الوالي محمد المختار ولد عبدي إن موريتانيا لديها “واجبات” تجاه دول الجوار، حسب ما تنص عليه “المواثيق والاتفاقيات الدولية”، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن الملف في ذلك المستوى “بحوزة أيادي أمنية وستقوم فيه بالواجب”.

وكان عدد من المنقبين التقليديين عن الذهب والمنمين الموريتانيين قد قتلوا خلال الأشهر الأخيرة في حوادث قصف داخل المنطقة العازلة بالصحراء، غير بعيد من جدار المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى