ذا انترسبت”: صبري القرشي أسيرٌ سابق في “غوانتانامو” يتمنى العودة إليه
معتقل غوانتانامو الأميركي
وقال القرشي إنه “مرّ بالكثير، لكنه يزداد اكتئاباً وتعباً، وأصبح يائساً من تغيير ظروفه المعيشية”، وأوضح أنه “يعيش في نسخةٍ أخرى من القفص، تحت رحمة الحكومة الكازاخية”، بسبب عدم وفاء الأميركيين بما وعدوا به.
وكانت السلطات الأميركية قد أفرجت عن القرشي بموجب نظام معقد من الاتفاقات السرية، كان الهدف منها إعادة توطين المحتجزين في دول أخرى. ونُقل القرشي، بموجب هذه الاتفاقات، إلى كازاخستان عام 2014 مع أربعة آخرين من المحتجزين السابقين، وتوفي اثنين منهم من جرّاء الإهمال الطبي.
لكن بعد خروجه لم يملك أي صفة رسمية، ولا بطاقة هوية، ولا حق في العمل أو التعليم، ولا الحق في رؤية أسرته، وقال: “أنا متزوج منذ ثماني سنوات، لكن زوجتي غير مسموح لها أن تأتي وتعيش معي”.
وأضاف القرشي: “حياتي الآن بنفس السوء الذي كنت عليه عندما كنت في غوانتانامو، بل إنها أسوأ في الكثير من الجوانب”.
ثمّ تابع: “على الأقل، في غوانتانامو، كنت أعلم أنني كنت في السجن وأنني سأخرج يوماً ما. الآن أنا أعيش كما لو أنني ميت ويتم إخباري أنني حر عندما لا أكون”.
وقال القرشي: “كان معسكر غوانتانامو مكاناً أفضل من هذا، فهناك كان لديك على الأقل أمل بالانتقال إلى مكان أفضل في يوم ما”.
وكتب القرشي إلى الرئيس الكازاخي وإلى رئيس الحكومة والسفارة الأميركية والصليب الأحمر طلباً من هذه الجهات إطلاق سراحه أو إعادته إلى غوانتانامو، ولكنه لم يستلم أي رد.
ويقول القرشي إن الشرطة توقفه مراراً عند مغادرته لشقته، وتطلب منه إبراز بطاقة الهوية التي لا يمتلكها. كما يقتاده الضباط أحياناً إلى مركز الشرطة، ويجبروه على المكوث هناك لسبع أو ثماني ساعات حتى قدوم مسؤول من الصليب الأحمر لإخراجه.
ورغم ادعاءها بأنه كان من عناصر تنظيم القاعدة الذين شاركوا في معسكر تدريبي في أفغانستان، إلا أنّ السلطات الأميركية لم توجه أي تهمة إلى القرشي. ويبلغ مجموع عدد الرجال الذين احتجزوا في معتقل غوانتانامو 779 فرداً، لم توجه تهم جنائية إلا إلى 12 منهم، ولم يدن إلا اثنين من هؤلاء.
ويحاول القرشي “الحفاظ على سلامة عقله”، من خلال الرسم. وبدأ بالرسم أثناء وجوده في غوانتانامو، وأنتج كماً كبيراً من الأعمال صادرتها سلطات المعتقل لاحقاً. وذكر أنه طُلب منه المساهمة بأعمال فنية في معرض للمحتجزين السابقين، ولكنه يفتقر إلى بطاقة هوية كازاخية، ولذا لم يتمكن من إثبات أن هذه الأعمال تعود له من أجل المشاركة في المعرض.
القرشي روى كذلك ظروف اعتقاله؛ وقال إنه كان يحلم بأن يصبح ثرياً، فبدأ في بيع زيوت العطور في الأسواق السعودية في منتصف العشرينات من عمره، وفي هذا الإطار قام برحلةٍ إلى مصانع الجملة في باكستان، وكانت أول زيارة فردية له من نوعها. صادف حينها وقوع هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وعليه تم اعتقاله بعدها.
وبحسب ما ذكرته “ذا انترسبت”، فإن الحكومة الأميركية في ذاك الوقت “كانت تقدم ما يصل إلى 5000 دولار لأمراء الحرب الأفغان ولحكومة باكستان لاعتقال أعضاء مشتبه بهم في القاعدة أو طالبان وتسليمهم، وقاموا في حينها باعتقال الأجانب منهم القرشي، وتسليمهم إلى واشنطن