نداء جول : رؤية جديدة لوطن جامع/ د محمد الراظي ولد صدفن

تمثل مسألة التعايش السلمي بين الأعراق و قضايا الإندماج الإجتماعي و المواطنة و مساواة الأفراد في الحقوق قيمًا أخلاقية قويمة و أساسية بالنسبة لنا جميعًا لما لها من معاني سامية في ديننا الإسلامي الحنيف و لما ترتكز عليه من أسس العدل و الإنصاف و التسامح .

و هي قبل كل هذا و ذاك الحبل المتين الذي لا يمكن أن يقام أي بناء وحدوي إلا علي أساسه. بعيدًا عن المشاريع الفئوية و النعرات العنصرية و الطائفية و الإصطفافات القبلية و الجهوية التي تضعف كما هو معلوم لحمة المجتمع و تماسكه.

و ينظر علماء الإجتماع إلي مسألة توحيد الشعوب من الناحية الفكرية و العلمية ، بإعتبارها أصدق تعبير لمرحلة تطور الأمة عندما يزداد تعلق أفرادها بأمجاد ماضيهم التليد و تشتد رغبتهم في المشاركة في بناء حاضرهم و يتشبثون بالأمل في تحقيق مستقبل أفضل ، تنمحي فيه جميع الفوارق و تتحقق فيه المساواة بين جميع المواطنين في ظل دولة العدل و القانون.

لهذه الإعتبارات و غيرها لم يخفي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ الوهلة الأولي إهتمامه الزائد بتجاوز رواسب الماضي و إعادة الإعتبار لمفهوم التضامن الإجتماعي و إعطاء الأولوية في العمل الحكومي للرفع من المستوي المعيشي للفئات الهشة عبر إطلاق برامج تنموية خاصة و إعتماد مقاربة جديدة للإنصاف لا تستثني أحدًا علي أساس اللون أو العرق.

و ذلك لقناعته الراسخة أن تحقيق الوحدة الوطنية هي صمام أمان هذه البلاد و عامل حاسم في ديمومتها في ظل التحديات الكبيرة الداخلية و الخارجية.

ولا شك أن إختيار جول لتمرير هذا النداء الذي يعتبر تجسيدًا لتوجيهات الرئيس و رغبة صادقة من طرف سيادته لتحقيق هذا الهدف النبيل له أكثر من دلالة، فلقد عرفت هذه المدينة عبر تاريخها بدور علمائها المتميز في نشر الدين الإسلامي و الثقافة العربية الإسلامية حيث وصل إشعاعهم إلي كامل منطقة الغرب الإفريقي و أجزاء واسعة من إفريقيا جنوب الصحراء ، ولعبت طرقها الصوفية دورًا لا يستهان به في تدعيم النسيج الإجتماعي من خلال تعميق العلاقات مابين قبائل البيضان أنفسهم من جهة، و بينهم وبين المكونات الزنجية من جهة أخري.

و نحن إذ نبارك هذه الخطوة من طرف الرئيس ، فإننا نعتبرها إنطلاقة جديدة تبعث علي التفاؤل بتجاوز إشكالات الماضي و التأسيس لرؤية جديدة لوطن جامع و هي فرصة ثمينة يجب علي جميع الخيرين من أبناء هذا الوطن عدم تضييعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى