هل ثمة مفاجآت؟ .. ماذا تحمل زيارة سلطان عمان لمصر وإيران؟

أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمود عباس زاده مشكيني، أن سلطان عمان هيثم بن طارق نقل رسالة من القاهرة إلى طهران.

وقال مشكيني، في تصريحات لـ”سبوتنيك”، اليوم الثلاثاء، حول الأنباء عن نقل سلطان عمان رسالة من مصر إلى إيران لتطبيع العلاقات، “قد لا ينقل سلطان عمان رسالة واحدة فقط إلى إيران، بل قد ينقل عدة رسائل من عدة جهات إقليمية وقد تكون هناك عدة رسائل غير تلك التي نقلها من مصر.

ولفت إلى أنه في زيارة مثل زيارة سلطان عمان إلى إيران، عادة ما يتم نقل رسائل من وإلى إيران وهذا الأمر طبيعي لأن مسقط دائما ما كانت سباقة في الوساطات ونقل الرسائل بين الدول.

وذكر أن طريق عودة العلاقة بين إيران ومصر واضح جدا، ومن أجل تذليل العقبات، يجب إجراء سلسلة من المفاوضات على مستوى الخبراء، ثم على مستوى كبار مديري وزارات الخارجية، ثم على مستوى وزراء الخارجية، وأخيراً تطوير العلاقات على المستوى الاستراتيجي، من خلال العلاقات بين رؤساء البلدين وهذا الأمر ليس بعيدا عن المتوقع.

وأكد أن بلاده تأمل بأن “تجري مراحل تطبيع العلاقات بين مصر وإيران بسرعة وأن تنتهي هذه المراحل في أسرع وقت ممكن”.

وتابع مشكيني أنه “منذ البداية كانت طهران تبحث عن إزالة العوائق في العلاقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية مصر العربية، قائلا “وفي هذا الصدد لعبت بعض الدول دور الوساطة لرفع هذه العوائق ونحن عبرنا عن ترحيبنا بهذه الوساطات”.

ولفت إلى أنه عندما تقف دول مثل مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا إلى جانب إيران، فسوف يصبح هناك قطب قوي وفعال للغاية على مستوى العالم.

من ناحية أخرى، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني “يمكن لإيران ربط دول شانغهاي بمصر، وربط دول شنغهاي بالعراق وسوريا ومنها إلى البحر المتوسط وهذا الأمر مهم للغاية”.

وأضاف “لدى إيران قدرات قد تكون مهمة لمصر ويمكنها حل مشاكل مصر وتوفير احتياجات هذا البلد، وكذلك مصر لديها قدرات كبيرة ويمكنها توفير بعض احتياجات إيران”.

وتابع مشكيني “تعد مصر من أكبر وأهم الدول في المنطقة.. تاريخ مصر هو تاريخ کبير وقديم، وهناك العديد من القواسم المشتركة بين الشعب المصري والإيراني”، مؤكدا أن دولتين مثل مصر وإيران يمكن أن تكونا متآزرتين للغاية في العالم.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية إسماعيل صبري مقلد لـRT إن سلطنة عمان تقدم نموذجا راقيا لدبلوماسية الوساطة الناجحة في النزاعات العربية والاقليمية التي يكون للسلطنة دور في التقريب بين مواقف اطرافها، والدفع بها علي طريق التسوية والحل، وهي عندما تتدخل فإنها تعرف طريقها إلى ما تريده بطريقتها التي تكاد تكون قد انفردت بها.

وتتسم الدبلوماسية العمانية بتقاليدها التي أضفت عليها شخصيتها المميزة، والتي ترسخت على مدار عدة عقود متصلة، بالمثابرة وطول النفس وبالثقة العالية بالنفس بغير غرور أو استعلاء، وبالهدوء َوالتحفظ والتكتم، وبالتعتيم الشديد علي تحركاتها واتصالاتها حتى لا يعرف أحد ماذا يدور في الخفاء أو وراء الكواليس في عمان.

وتابع: “ولهذا تنأي الدبلوماسية العمانية بنفسها عامدة عن الأضواء، وتبتعد عن الاعلام لتجنب ملاحقته لها ونشر الشائعات عن نتائج تحركاتها كما يفعل مع غيرها، وهي لهذه الأسباب كلها تفضل العمل في الغرف المغلقة التي يصعب التكهن بما يدور فيها، فإذا تحقق لها ما سعت إليه كان بها وتم الإعلان عنه بلا صخب إعلامي أو دعائي، وإذا لم يتحقق انزوت وابتعدت في هدوء دون أن تكون مضطرة لإبداء الأسباب، أو لوم طرف معين على موقفه.

وأشار مقلد إلى أن تحركات سلطان عمان هيثم بن طارق الأخيرة بين القاهرة وطهران، على غير المألوف لندرة زياراته الخارجية، ولقاءات القمة التي عقدها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثم مع المرشد الأعلي للثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي على التوالي، تؤشر بأن شيئا ما ربما يكون في طريقه إلينا، وليحدث تحولا مهما في مجرى العلاقات المصرية الإيرانية، وهو التحول الذي طال انتظاره لتخفيف حدة التوتر في هذه المنطقة المهمة من العالم، وهذا ما أتوقعه من دولة خليجية عربية استطاعت انتزاع احترام العالم كله لها بتوازن سياساتها ومواقفها وبالنموذج الفريد الذي قدمته للعالم حول علاقاتها الودية الطيبة مع كل جيرانها ونأيها المستمر عن إقحام نفسها في أزمات هذه المنطقة.

المصدر: RT + سبوتنيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى