رمضان مدرسة التقوى والصبر والتكافل / الكاتب الصحفي حمود أحمد سالم محمد راره

ها نحن دخلنا في صميم رمضان صياما وقياما بحمد من الله ونحن كنا ندعو الله أن يبلغنا إياه.
فصيام رمضان من أعظم العبادات التي تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر، فهو ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة تربوية وروحية تعزز القيم الإيمانية والإنسانية.
وبما أنه كذلك فمن واجبنا ليس فقط أن نصومه وإنما أن نصونه. هكذا الواجب الذي بامتثاله نكون قد اتبعنا الطريق الصحيح.
ومن أهم الأمور التي نستجليها من هذا الصيام هو التقوى ومراقبة الله حيث يعلمنا الصوم كيف نراقب الله في السر والعلن، فالصائم يمتنع عن كل الشهوات ليس خوفا من الناس، ولكن استجابةً لأمر الله، مما يعزز التقوى في القلوب
وليس هذا وحده وإنما نتعلم الصبر وقوة الإرادة ذلك أن رمضان هو في حد ذاته تدريبا عمليا على الصبر، سواء في مقاومة الجوع والعطش أو في ضبط اللسان و الانفعالات، مما يرسخ قوة الإرادة والتحكم في الشهوات.
وليس الشعور بالآخرين وتعزيز التكافل بمنأى عن الدروس الثمينة التي نتعلمها من هذا الشهر الكريم إذ إنه حينما يشعر الصائم بجوع الفقراء والمحتاجين، فإن ذلك يدفعه إلى الإحساس بمعاناتهم، ومن الطبيعي أن يتولد لديه دافع قوي للعطاء والتصدق، مما يعزز قيم الرحمة والتضامن الاجتماعي.
وفضلا عن هذا فإن الصوم يعمل على تهذيب النفس وتطهير القلب حين يرقى الصيام بالنفس، فيجنبها الوقوع في الغيبة والنميمة وسوء الخلق، مما يجعلنا أكثر تهذيبا وصفاء روحيا.
ورمضان هو كذلك شهر القرآن حيث تتجدد فيه العلاقة مع القرآن الكريم، حيث يقبل الصائم على تلاوته وتدبر معانيه، مما يعزز ارتباطنا بكتاب الله ويدفعنا للعمل به. كما أن يعزز صحة أجسامنا لفوائده الصحية العديدة، والتي من أهمها تحسين وظائف الجهاز الهضمي، وتنشيط عملية التخلص من السموم.
إن صيام رمضان يشكل في حد ذاته رحلة إيمانية تترك أثرا عميقا في النفوس، فهو ليس مجرد عبادة في زمن معين، وإنما أسلوب حياة يغرس في المسلم قيم التقوى، والصبر، والعطاء، مما ينعكس إيجابا على الفرد بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة. ولئن كان هذا هو رمضان فلماذا نضيعه