من المصارحة إلى المصالحة …محمدفال طالبنا
لا توجد شعوب واعية وأخرى جاهلة بحسبما تصوِّره لنا الثنائيات القاطعة المدفوعة بروح مرضية مازوخية واحيانا سادية… حيث تُعتمَد آلية التنميط: أخذ صورة نمطية بفعل الانتقاء عن مجتمع ما، ليرفع مصاف المثالية والنموذجية، بالمقابل، وبالضرورة، يتم انتقاء نماذج عن مجتمع آخر لتكوين صورة نمطية عنه بنحو سلبي.�إن الانتقاء التنميطي تنتجه ذهنياتُ عقدةِ النقصِ، تجلِد الذات اعتمادا على تبجيل الآخر، أو تنتجه ذهنياتُ عقدةِ الكمال، تبجِّل الذات استنادا لجلد الآخر… ولنا في ذلك مثالا واضحا، للأول نموذج “المستلَب” الذي يرى نفسه يعيش بمجتمع،”مهمش ومُغيب” متخلِّف مقابل مجتمع،”غني ومُقرّب” متفوق، وللثاني نموذج “السلطة المادية والمعنوية “، التي يرى نفسه من خلالها متفوقا بالفطرة وبنحو جوهري أمام الآخر،”المحكوم والتابع”،المتخلِّف بحكم الضرورة والفطرة.
من هنا يأتي دور السلطة الحاكمة لتجسيد إرادتها القاهرة: عدلا أو ظلما، إصلاحا أو إفسادا. ومَن يسعى للعدل والإنصاف ليس كمن يسعى للظلم والإفساد، والنية كالمحبة محلهما مكنون الفؤاد، وليس للمرء حجة على صِدقهما مالم يجسدهما واقعا ملموسا.
تابعت خرجات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني المُتتالية مِن رحلة مدريد إلى قصر المؤتمرات وصولا إلى غزوة إقالة الحكومة وتشكيلها، وخطابه يوم أمس أمام المتشبهين برجال الأعمال وليس الذكر كالأنثى.
ولنا أن نتساءل في خضم كل هذا؛
– هل صدقت بروق الوعود التي أطلقها السادة في تمبدغة !! -ماهي مساهماتهم في صندوق كورونا!! –
ماهي فائدتهم على الاقتصاد الوطني وعلى الشباب العاطل عن العمل !!
– ماهي مردوديتهم على المواطن في ظل تزوير الغذاء والدواء وغلاء المعيشة !!
– ماهو مصدر ثروة الكثيرين منهم، وماهو سبب زيادتها !!
– هل يدفعون الضرائب !!
………………..
وإذ أترك لكم الإجابة فإنني في المقابل أتساءل أيضا والسؤال هنا موجه لفخامة رئيس الجمهورية: سيدي الرئيس في حديثه اليوم عن أسباب تأخر تنفيذ مشاريع وكالة تآزر، قال المندوب الجديد أن المسؤولية لاتقع عليكم، وإنما تقع على سوء إدارة سلفه، وعلى عاتق المقاولين المنفذين لتلك المشاريع ، وذلك طبعا راجع لسوء إختيار المندوب السابق؛ هل ستسند للسابق مهمة ثانية ليفشل فيها أيضا على غرار بقية رهطه !!
وهل سيخضع الجديد إن كان مختلفا لنفس الإكراهات التي خضع لها سلفه في سوء إدارته وإختياره للمقاولين !!
وهل إرادة المقاولين أقوى أم إرادة الدولة !!
وهل كان الفشل وحده سيرة مندوب تآزر المقال !!
ألا يعتبُر التقصير إن لم نقل الفشل عنوان المرحلة السابقة في مُعظم القطاعات!!
أم أن عين المصارحة لاتبحث عن العلاج المُفضي إلى الاستئصال والمصالحة !!!. أعتقد أن المرحلة يجب أن تكون مرحلة حزم ورُشد وانصاف وأمل اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ولكم الخيار: تداركوها وفي أغصانها رمَق”” فلن يعود إخضرار العود إن يبُسا.