بالخلق الحسن ينال الإنسان محبة الله ومحبة الناس
الخلق (ج. أَخْلَاقٌ)، مَا طُبِعَ عَلَيْهِ الإِنْسَانُ مِنْ سُلُوكٍ. وَهُوَ بِذَلِكَ، حَالٌ لِلنَّفْسِ تَصْدُرُ عَنْهَا الأَفْعَالُ وَالأَقْوَالٌ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ.
كَرَمُ الأَخْلَاقِ، نُبْلُهَا وَسُمُوُّهَا.
المَكْرُمَةُ (ج. مَكَارِمُ)، فِعْلُ الخَيْرِ. وَفِي الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ: “إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ”.
الأخلَاقُ الإِسْلَامِيَّةُ، سِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ المُؤْمِنِينَ الصَّالِحِينَ، وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَنَا فِيهِ- نَحْنُ المُسْلِمِينَ-إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ، خَاطَبَهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، قالت عائشة رَضيَ اللهُ عنها: “كَانَ خُلُقُهُ القُرْآنَ”.
إنّ انْعِدَامَ الأَخْلَاقِ فِي الأُمَمِ، يُؤَدِّي إِلَى زَوَالِهَا؛ يقول/ أحمد شوقي:
إِذَا أُصِيبَ القَوْمُ فِي أَخْلَاقِهِمْ * فَأَقِمْ عَلَيْهِمْ مَأْتَمًا وَعَوِيلَا.
ويقول:
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلَاقُ مَا بَقِيَتْ * فَإِنْ هُمُو ذَهَبَتْ أَخْلَاقُهُمْ ذَهَبُوا.
ويقول/ محمود الأيوبي:
وَالمَرْءُ بِالأَخْلَاقِ يَسْمُو ذِكْرُهُ * وَبِهَا يُفَضَّلُ فِي الوَرَى وَيَوَقَّرُ.
ويقول/ الجاحظ:
لَا مُرُوءَةَ لِكَذُوبٍ، وَلَا وَرَعَ لِسَيِّئِ الخُلُقِ؛ يُشِيرُ بِذَلِكَ إلَى الصِّلَةِ الوَثِيقَةِ بَيْنَ الصِّدْقِ وَالمُرُوءَةِ، وَبَيْنَ حُسْنِ الخُلُقِ وَالوَرَعِ.
مِنْ مَعَانِي المُرُوءَةِ، أَنَّهَا سُلُوكٌ فِي المُعَامَلَةِ قَائِمٌ عَلَى مَحَاسِنِ الأَخْلَاقِ وَجَمِيلِ العَادَاتِ.
مِنْ مَعَانِي الصِّدْقِ، مُطَابَقَةُ الكَلَامِ لِلوَاقِعِ بِحَسَبِ اعْتِقَادِ المُتَكَلِّمِ. وَالأَمْرُ الصَّالِحُ لَا شِيَةَ فِيهِ مِنْ نَقْصٍ أَوْ كَذِبٍ. وَفِي القُرْآنِ الكَرِيمِ: (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ).