فخامة الرئيس…!! / بقلم: محمد فال ولد طالبن
لم تكن همة قوم موسى عليه السلام كبيرة وهم يسألون كريما غنيا وبواسطة رسوله وكليمه؛ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحد……..: قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ…..”!!.
لم يكن فقر الأغلبية البرلمانية في مواجهة فرسان العنصرية وتجار الصراخ وخُطّاف البصائر الضعيفة؛ إلا دليلا على إصرار الكثيرين ممّن تحكموا في نتائج الإنتخابات التشريعية الأخيرة في الرجوع إلى الوراء، حيث نزعت طبائعهم إلى عيشهم الأول بعيدا عن حلاوة طبعكم وأسلوبكم الرزين.
تُرى أين صوت الشاب المثقف الواعي داخل قبة البرلمان والذي حظي لأول مرة بفضل توجيهاتكم الرشيدة؛ للائحة خاصة بالشباب تتيح له فرصة تشنيف الآذان وتنوير العقول بمرافعات قيمة تعيد للغرفة مانُهب من مكانتها لدى المجتمع!!
وأين صوت النائب الناصح الأمين والناضج الذي يوسع دائرة الإيجابيات ويضيق دائرة السلبيات في مجتمعه، مستندا إلى مبدأ الأولى والأهم وفق المتاح والممكن!!
وأين صوت النائب المعارض الذي ينتقي عباراته بأدب وذكاء، وهو يدرك أنه قدوة، فينتقد بموضوعية دون مجاملة، ويثمن أيضا بموضوعية دون مكابرة!!
لاصوت يعلوا فوق أصوات تجار العنصرية والشرائحية ونواب الفتن ممّن تسلقوا على ظهور المغرر بهم من عامة هذا الشعب!!.
سيدي الرئيس: لقد تولد لدى الغالبية العظمى من شعبكم شعور بالخوف المغلف باليأس، وهو يتابع تفاعل السادة النواب هذه الأيام ولذلك أسبابه:
-أولا: ضعف الإعلام الرسمي وفقر الإعلام لبديل لأبسط مقومات الأدب والوطنية والموضوعية.
-ثانيا: سيطرة التافهين على معظم مصادر التأثير في العوالم الافتراضية، دون وجود البديل لهم.
-ثالثا: غياب خطاب راشد لدى معظم المتصدرين للمشهد السياسي والإعلامي والثقافي، والأخطر من ذلك تغييب القوات الراشدة من باقات التفاعل كافة.
-رابعا: الغياب التام للهيآت الحزبية والمؤسسات التنويرية كافة، عن المشهد وعدم قيامها بأدوارها الطبيعية خاصة في هذه المرحلة الحساسة.
قطعا لم ولن تكون مهمة الإصلاح سهلة في مجتمع صُنعت فيه أجيال بعقول موجهة يتحكم فيها مَن أفرغوها لتكون أوعية ترفض كل صوت معتدل يؤمن بالحوار الجاد والمسؤول،،وقطعا لن توجد أرضية للإصلاح طالما هنالك تجاهل للشباب داخل المؤسسات الحزبية وداخل منصات التواصل الاجتماعي وداخل الجامعات…..!!!
ولن يكون هناك إصلاح مالم توجد إرادة حقيقية لتهوية البيت الداخلي للأغلبية الحاكمة وتجديد جدرانه ولا أقول أركانه، ولن تبقى الأركان مالم توجد جدران متناسقة تحميها من التّكشف وتقوي بعضها ببعض.