حمم ولد أحمد ددي يكتب: خطرات وتساؤلات حول قضية الأمة
كتب الضابط الدركي المتقاعد حمم ولد أحمد ددي عن ما يجرى في الساحة العربية مبرزا القضية الفلسطينية في مقال دبجه بالصيغة التالية:
خطرات وتساؤلات حول قضية الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي الكريم، وبعد:
خطرات وتساؤلات حول ما يجري الآن داخل عالمنا العربي، وخاصة في فلسطين، وجدتني مدفوعا على طرحها دفعا، قال الله تعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) صدق الله العظيم
وقال صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، فقال رجل يا رسول الله، أنصره إن كان مظلوما، أرأيت إن كان ظالما، كيف أنصره؟، قال: (تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) رواه البخاري ومسلم.
وقد قال الشاعر :
إن أخاك الحق من يسعَ معكْ ومن يضر نفسه لينفعكْ
ومن إذا ريب الزمان صدعكْ شتت فيك شمله ليجمعكْ
وقال آخر :
أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفِدا
فأخرح حسامك من غمده فليس له بعد أن يغمدا
وقال آخر :
ولا يقيم بدار الذل يألفها إلا الأذلان عَيرُ الحي والوتِدُ
فذا على العسف مربوط برمته وذا يُشجُّ فلا يرثي له أحد
أخي القارئ إنما نشاهده في هذه الأيام أمام شاشات التلفاز من فتك وتقتيل للنساء والشيوخ والأطفال، ومن تدمير وتهجير لإخوتنا في غزة والضفة، لهي أمور لا يمكن التعبير عن فظاعتها مهما بلغت العبارات. كل هذا وقادة عالمنا العربي والإسلامي يتفرجون…
ليت شعري هل سمعوا هذه العبارات التي تفوه بها رئيس حكومة العدو في مؤتمره الصحفي يوم 27/02/2024، إبان زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ردا على اقتراحات الأخير المتعلقة بالتطبيع مع الدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، فكان رده “لن نوقف الحرب حتى نبيد حماس ونحتل جميع قطاع غزة، وعند هذا، ستكون العلاقات مع الدول العربية على الأبواب”.
هذه العبارات تمثل قمة الاستهزاء والاحتقار لقادة هذه الأمة، والاستعلاء عليهم.
كيف يمكن لقائد عربي يجري الدم العربي في عروقه، سمع هذه العبارات، وهذا التبجح والاحتقار، أن يُبقي علم بلاده يرفرف في عاصمة الكيان الصهيوني، إن كان مطبعا، أو يفكر في التطبيع مع هذا الكيان، إن كان لم يطبع بعد ؟
ليت شعري، ماذا يضر القادة العرب لو استدعوا سفراءهم في أمريكا والدول الأوروبية التي تشارك في تقتيل الفلسطينيين وتهجيرهم، وإبلاغهم بعدم القبول بهذا الوضع، كأضعف الإيمان!
بل ليت شعري ماذا يضرهم لو أنهم قطعوا علاقاتهم مع هذه الدول، وأوقفوا تصدير النفط إليها، واتجهوا نحو دول شرق آسيا (الصين) وشرق أوروبا (روسيا) بمعاملاتهم ومبادلاتهم.
أيها القادة العرب، وأخص بالذكر فخامة الرئيس السيسي، قائد أكبر دولة عربية (مصر أم الدنيا)، وأكبر جيش لا تفصله عن المجازر في غزة سوى عدة أمتار…
أيها الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، حامي الحرمين الشريفين…
أيها الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، ذات اقتصاد من بين الأقوى في العالم…
أيها العاهل الأردني، عبد الله بن الحسين بن طلال بن عبد الله بن الحسين قائد الثورة العربية الكبرى…
أيها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس…
أيها الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية صاحبة المليون شهيد…
يا قادة الشام…
يا قادة الخليج العربي…
أين أخوة الإسلام ؟ أين النخوة والشهامة العربية ؟
بماذا ستجيبون أبناءكم الصغار، والأجيال القادمة، إذا أصبحت فلسطين أثرا بعد عين في عهدكم ؟
يرحم الله المعتصم، حيث استجاب لصرخة امرأة عربية مسلمة، ظلمت في بلاد الروم (عمورية)، فنادت “وامعتصماه”، فقام على رأس جيش جرار، وانتصر لها وللدين الإسلامي، حتى وقف على بابها وقال “لبيك يا أختاه”…
ألا تستمعون لصراخ حرائر المسلمين الفلسطينيات، وبكاء أبنائهن ؟
إنا لله وإنا إليه راجعون
حمم بن حمود بن أحمد ددي
ضابط متقاعد في الدرك الوطني الموريتاني.