بفضل جهود الشيخ محمد يحظيه ولد التار محظرة المقام تخرج كل سنة دفعة من الحفاظ المهرة

دأبت محظرة المقام التي أسسها الشيخ محمد يحظيه ولد شيخنا ولد يب ولد التار سنة 2004 على تخريج دفعات من الحفاظ الماهرين في المقرئ والرسم والضبط مع جودة الحفظ وحسن التلاوة دون تكلف أو تقليد للمشارقة وإنما بالحناجر الموريتانية الأصيلة.

يكتتب مئات الطلاب و يفدون من مختلف القرى والبوادي وأحيانا من دولة مالي الشقيقة يتولى الشيخ بنفسه مؤونتهم ولباسهم وكافة التكاليف التي تخصهم ويصرف الرواتب على أساتذهم الذين يتولون الإشراف المباشر المتمثل في التربية والتدريس حتى يتقنون الحفظ ومتعلقاته.

لم تتوقف محظرة مقام أهل التار على حفظ نص القرآن بل تقرئ طلبتها كافة النصوص الإلزامية لتمكنهم من التمهر في المقرئ عن طريق تدريس تحفة الأطفال ونص ابن بري ورسم الطالب عبد الله وأنظام المتشابه وغير ذلك من الكتب التي تفضي إلى التمهر في الحفظ والتجويد والتفنن والإتقان.

يتابع الطلبة قراءة القرآن بما يعرف في أعراف المحاظر التقليدية بعد كسر “الذهابة” الذي هو المرور الأول على النص ينتقلون مباشرة إلى “العلة” التي تعطي عادة درجة من الحفظ لتؤهل الطالب لقراءة الرسم الذي يقوم بتطبيقه وبالتمرن عليه في مرور أخير قبل الإجازة يسمى “السلكة”.

طلبة محظرة أهل التار يقرءون بداية النحو كنص الأجرومية وبداية الفقه وبداية اللغة نوعا من تطبيق نظام المحظرة النموذجية الذي يضع الطلاب على دراية قوية بمختلف الفنون في محاولة من القائمين عليها لإلمام الطلبة بكل العلوم الشرعية وتفتق أذهانهم من أجل الجاهزية للحصول على تلقي المعارف.

يتولى الشيخ محمد يحظيه ولد التار توجيه الإرشادات والنصائح للطلبة وحثهم على الجد والمثابرة والتشمير لتحصيل العلم يرشدهم وهم في جو مليء بالذكر والتلاوة والمديح النبوي مع سيل جارف من حلقات الذكر التي تغذي الروح وتعالج الادران بشحن إماني من منهل رباني فريد.

استطاعت محظرة مقام أهل التار أن تخرج عشرات الحفاظ كل سنة وبفضل ذلك أصبح رسلها في مختلف ولايات الوطن يعلمون الناس الخير ويبثون العلم في الصدور ويؤمون أهالي المساجد يقرءون القرآن على مسامعهم غضا طريا كما أنزل.

كل هذه الجهود الجبارة على نفقة الشيخ محمد يحظيه ولد التار الخاصة دون أي إسهام من الدولة أو من جهات أخرى ينفق على طلبة المحظرة ويتولى أنواع المصارف واللوازم المترتبة على ذلك  وفي الأعياد يشتري لهم الملابس الفاخرة ويوزع عليهم النقود بالتساوي دون أن يميل لأي كان.

تحتاج محظرة المقام إلى لفتة كريمة من القائمين على وزارة الشؤون الإسلامية لبناء جامع كبير وقاعات للتدريس ومنازل لسكن الطلبة ومنازل موازية تحتضن الأساتذة تشجيعا للقائمين عليها على مواصلة الجهود التعليمية المتمثلة في تخربج مئات الحفاظ الماهرين في القرآن الكريم رسما وضبطا ومقرأ وتجويدا.

لا يساورنى أدنى شك في أن القائمين على محظرة مقام أهل التار إن وجدوا تحفيزات فسيكون لهم  إسهام أشمل وأوسع  بشأن نهضة قرآنية علمية بمنطقة الحوضين في مختلف القرى والتجمعات بغض النظر عن الأجناس والألوان وقد فعلوا ذلك قبل أي تحفيز أو تمويل لكن الدعم سيسهل نشر القرآن والعلوم في المنطقة ويقضي على الأمية والجهل مع التعصب والانحراف نتيجة لوجود نكهة صوفية ربانية.

خرجت محظرة مقام أهل التار الواقعة غرب مدينة تمبدغة بولاية الحوض الشرقي مئات الطلبة من مختلف الألوان والأعراق وصلوا إلى درجة الاحتراف في فنون القرآن وبدءوا ينشرون معارفهم في مناطق كان يسودها الجهل بظلامه الدامس وأصبح ضياء القرآن وأهله يطاردون الظلام ويبثون العلم ويعلمون الناس الخير.

جعل الله كل ذلك العمل الجبار في ميزان حسنات الشيخ الرباني الشيخ محمد يحظيه ولد شيخنا ولد يب التار وأطال به بقاءه وزاد به عزه وعطاءه ومتعه بموفور الصحة والعافية.

# الأيام نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى