فرص الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والخيارات المتاحة لمعارضيه / سيد أحمد ولد باب

حينما أنظر إلى واقع الديمقراطية فى العالم العربى؛ وتراجع ثقافة الحريات وحقوق الإنسان لدى المنظومة الأوربية بالكامل؛ وألتفت إلى واقع الأفارقة ، وكيف تحولت القارة إلى غابة ينهش فيها القوى الضعيف؛ وتتحاور فيها الأحزاب والحركات بالسلاح، ويسترخص بعض أبنائها دماء البعض (النيجر/ مالي/ بوركينا فاسو/ ساحل العاج/ مصر/ ليبيا/ تونس/ الصومال/ أثيوبيا/ السودان/ أتشاد/ الكامرون/ وسط افريقيا..)؛ وأنظر إلى الواقع المحلى بكل تجلياته. أستغرب من وجهة عيون البعض المشدودة نحو الأفق البعيد دون وعي بالزمان والمكان، وأحلام البعض المجنحة نحو الخيال، وانشغال البعض بأدبيات تجاوزها الزمن (الحوار،وومهداته، ومقدماته ،وضماناته ،وآليته، ومضامينه الثابتة ثبات قادة الأحزاب السياسية على كراسيها فى البلد).

إن الوضعية الحالية تحتاج من أصحاب الحكمة والرأي التفكير بمنطق القادة، والتعامل مع الأمور بنظرة المصلح الواعى لمقاصد المسير؛ واستشعار مسؤولية التصدر للشأن العام، ومخاطر الاستسلام لرعاع القوم، ومثيري الكراهية بين الشعوب والأمم، والتصرف وفق معطيات الواقع المعاش ، والنظر لإكراهات المرحلة بكل تجلياتها ؛ فالصراع الآن من أجل تثبيت كيان الدولة وتجنيب البلاد ويلات المرحلة ؛ انعدام الأمن ،وانفراط عقد التعايش، وقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية، وحفظ كرامة المواطن وعرضه وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح والتهدئة السياسية، والعمل من أجل تعزيز التنمية وخلق الظروف الملائمة لذلك.

إن إعادة انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني حقيقة ماثلة لايكابر فيها غير سياسي معزول عن الواقع، وفرص تغييره – ولو أجتمع كل معارضيه على أفضل مرشح معارض – معدومة؛ لأن الشعب يدرك أنه الخيار الأفضل والأسلم والأجدر بقيادة المرحلة الحالية ..فلم نكابر؟ ولم يمنعنا الموقف السابق من الاعتراف بالحقيقة المرة ..أرضكم خصب خلال العقود الماضية لمواقفكم النبيلة؛ لكنها أرض يباب الآن ؛ بما كسبت أيديكم من تنابز وخلاف، وتكميم للأفواه ، وطرد للأطر الأكفاء من محاضن الأحزاب التي تربت فيها ومن أجلها ناضلت وضحت ..

فهل أنتم واعون للواقع ؟

ومدركون لمخاطر المجازفة بخيارات مفضولة ؟
وهل يمكنكم النظر للسياسة كيف تمارس بالعالم المتحضر من حولنا ؟ أم أنه العناد الذي يقود أصحابها جماعيا للنهاية البائسة التي عشناها مع حزب التكتل المعارض قبل أيام، فى مشهد كوميدي يكشف حجم الوعي لدي النخب المنشغلة بذواتها عن مصالح الناس ! . ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى