الشاعر أدي ولد باب مدونا عن القامة العلمية الدكتور يحي ولد سيد أحمد (نص التدوينة)
شفى الله الأستاذ البحاثة يحيى سيدي أحمد أبرز سفراء الثقافة الشنقيطية في العقود الأخيرة….وأكثر روادها عطاء وحركية وتثاقفا…
فقد سجل في حساب وطنه رصيدا غنينا من الإشعاع الخارجي، و من تفعيل الروافد الحضارية. التي كادت تموت بعد ديناميكية الرحلات الشنقيطية، عبر “المسالك والممالك”، والله نسأل أن يحظى هذا النداء المرفق بالتعاطي الإيجابي السريع من طرف الجهات الرسمية المعنية، مثلما فعلت مع شخصيات أخرى مثله،
وأقل ما يجب علينا هو أن نتشارك مع كثير من الأصوات الوطنية الخيرة من مختلف الجهات والمستويات هذا النداء
“من الغريب أن يحتفي الآخرون، مهما قربت صلتهم، بأعلامنا ومفكرينا في حين نزهد نحن فيهم وفي عطائهم المعرفي، ونتقاعس عن تقديرهم والعناية بهم في الزمان والمكان المناسبَين.
الدكتور يحيى سيدأحمد (يحيى ولد أحمد ولد طالبنا) ألَّف وحقَّق ونشر ونفض الغبار بل الانقاض عن مخطوطات وتراث الصحراء الكبرى، بمبادرة وجهد ذاتي عبر فضاء حساس وظروف في غاية الخطورة متحديًا الطبيعة القاسية والظروف الأمنية الخطيرة في منطقة بحثه (دول الساحل)؛
وهو بذلك يحيي دبلوماسية أجداده الشناقطة ويجدد ما درس من عطائهم..
فكان التثمين والتقدير من الشقيقة الجزائر، ومن الهيئات العلمية والأكاديمية في تونس وليبيا والمغرب والسنغال والنيجر وحتى بنين (كوتونو).. في حين كان الأولى بوطنه الاحتفاء به وتقديره وهو الابن البار النافع لوطنه ومجتمعه.
الدكتور يحيى سيدأحمد يتعالج منذ أشهر في تونس من مرض خبيث، يحتاج إلى دعواتكم وإلى لفتة معنوية كريمة من دولته التي هي أولى بمنحه ما يستحق من رعاية وتكريم.
ما يخجلني هو حجم التعاطف الذي لقيه من أشقائنا في دول الجوار، خصوصًا في الجزائر.. كل الجزائر التي تصدح مآذنها ومجالس العلم فيها بالدعاء له؛ وحجم الاتصالات الذي يتلقاه يوميًّا من شخصيات وهيئات دينية ورسمية وأكاديمية من دول عديدة، في حين تغيب روح المبادرة من الوطن.”
نوجه نداء عاجلا لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للتكفل بعلاج القامة العلمية والثقافية الدكتور يحي ولد سيد أحمد الذي يخضع منذ أشهر للعلاج في مصحات تونسية تتطلب متابعة العلاج بها مبالغ مالية ضخمة.
أصيب المؤرخ والباحث الدكتور يحي ولد سيد أحمد بمرض عضال يتطلب عناية فائقة تستدعي ضرورة نقله للعلاج في مصحات تعتمد العلاج بالحصانة l’immunothérapie.
لا يخفى على أي متتبع للساحة الثقافية والعلمية ما قدم يحي ولد سيد أحمد للبلد وللمنطقة من الجهود المعرفية والاجتماعية والإعلامية الأمر الذي يجعل من اللائق أن يكون موضع لفتة إنسانية كريمة من فخامتكم، وهو يعيش مثل هذه الظروف الخاصة.
يملك يحي ولد سيد أحمد رصيدا معرفيا يتجلى فيما يربوا على 73 مجلدا ما بين تأليف وتحقيق وترجمة نفض بموجبها الغبار عن مخطوطات الصحراء الكبرى ظهر ذلك بكل وضوح فيما قدم من أعمال مهمة في منابر كثيرة موزّعة جغرافيا على شمال وجنوب الصحراء الكبرى.
# الأيام نت