حمود محمد راره يكتب في تدوينة: عن اهمية استغلال المقدرات الزراعية والفلاحية من أجل الاكتفاء الذاتي
لقد حبانا الله بموقع جغرافي فريد من نوعه حيث مَنَّ علينا بواجهة على الأطلسي تزيد على 800 كلم إضافة إلى ضفة على النهر لا تقل طولا عن هذه الواجهة محفوفة بشريط ارضى عريض وخصب هو شمامه.
وتوفر مياه النهر فائضا من مياه الري تزيد على الحاجة المطلوبة لزراعةهذه المساحة الشاسعة. وبالطبع فإن هذا يوفر فرصة قل نظيرها. غير أن الواقع المر الذى نعيشه اليوم بخصوص استغلال هذه المقدرات وتحقيق ليس فقط الاكتفاء الذاتي وإنما التربع على عرش قائمة المصدرين من الإنتاج الفلاحي والزراعي والمتمثل في أننا مازلنا سوقا استهلاكية في هذا المجال يطرح العديد من التساؤلات المحرجة والتي لا مناص اليوم من إيجاد أجوبة عليها.
لقد خصص برنامج تعهداتي الذي قدمه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للموريتانيين رؤية استراتيجية متكاملة الأبعاد خصت حيزا كبيرا لمسألة الأمن الغذائي. وتم العمل في هذا الإطار على إعطاء أولوية للزراعة على اعتبار أن من يأكل من وراء الحدود لا أمن له.
وعبأت الوسائل المادية والبشرية لذلك تعضددها إرادة سياسية قوية. ولم تلبث الأيام أن كشفت صحة المقولة بأن من يأكل من وراء الحدود لا أمن له مع اجتياح جائحة كورونا العالم. فمنعت الدول المنتجة التصدير لتامين الغذاء لمواطنيها وانقطعت سلاسل الإمداد. ولم تمضي فترة حتى زادت الحرب الروسية الأوكرانية الطين بلة.
اننا اليوم في ظل كل هذا لم يكن لدينا العذر في أن ننتج حاجاتنا من المواد الزراعية والفلاحية ونوفر فائضا نصدره لدول الجوار ونجلب به عملة صعبة.
في مثل هذه الظروف فإن الدولة اليوم مصممة على تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي ولن تقبل التقاعس عنه ولم يعد لدى المعنيين بالأمر أي عذر. الإرادة السياسية موجودة والموارد المادية معبأة والخبرة الفنية والماء والأرض الخصبة كلها أمور متوفرة.