في مقر اتحاد الزوايا “هيئة شماد” تنظم حفلا بهيجا تكريما لقيس عابدين سيدي
أطلقت “هيئة الشيخ شماد الكنتي للثقافة والتنمية”، حفلا بهيجا الخميس، 21 أكتوبر 2021 في مقر “الاتحاد العام للزوايا والهيئات القادرية ذات السند الكنتي في القارة الإفريقية”، تكريما لقيس عابدين سيدي، تحت شعار “الوفاء من شيم الكرماء”.
جرت وقائع الحفل بحضور لفيف من الشخصيات الفكرية والثقافية، رفيعة المستوى من بينهم وزراء سابقون وبرلمانيون وأطر كبار، من مختلف النسيج الاجتماعي، في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
استهل الحفل الصحفي المقتدر، الشيخ ولد سيد أحمد ولد “بيه”، الذي تولى عملية الربط، واستدعى فضيلة القارئ، باب بن سيدي أمحمد بن عابدين، للافتتاح بآيات من الذكر الحكيم.
المداخلة الأولى في الحفل، كانت من نصيب رئيس “هيئة الشيخ شماد الكنتي للثقافة والتنمية”، السيد: “عبد الله بن سيد امحمد بن شماد”، التي تحدث فيها عن الخصائص التي جعلت الهيئة تكرم “قيس عابدين سيدي” مبرزا أن تكريمه لم يأت من فراغ، وإنما هو نتاج ثمرة لمسيرته الحافلة، بالعطاء التي تعهدها بالبذل والتضحية والإباء.
يضيف حظينا في هذه “الهيئة” المباركة، في السبق إلى تكريم قيس عابدين سيدي، استلهاما لبركة الزمان والمكان، فإن تكريمه والعرفان له منسحب على جميع الزوايا والهيئات القادرية، المنضوية في هذا الاتحاد المبارك.
يندرج هذا الحدث الكبير، مع ما يحمل من دلالات وفق رؤية الهيئة، لتثمين جزء هام من موروثنا القيمي، الذي ينبغي أن يجد حقه ومكانته عند الدولة والمجتمع، باعتباره ركيزة هامة، لترقية التعاطي الاجتماعي وتقويم النسيج الوطني.
واعتبر رئيس “الهيئة” قيس عابدين سيدي، أحد القامات السامقة، التي حملت على عاتقها مسئولية بناء موريتانيا، فقد أدرك الرجل بحسه الوطني ونظريته الثاقبة، أن بلده حديث العهد بالاستقلال وهو يفتقر بشدة إلى تكوين الأطر والكفاءات، في مختلف المجالات والتخصصات، التي ستشكل رافعة التنمية في موريتانيا، وهو ما لم يتم إلا عبر بوابة التعليم.
وجه قيس عابدين وجهته نحو التعليم متدرجا، في مختلف مفاصله وهو ما أكسبه دراية تامة بالقطاع، فكان الخبير والمتابع والمشرف على تكوين أطر موريتانيا وعبر أجيال متعددة.
طيلة مسيرة الحافلة ظل شغله الشاغل، تطوير التعليم والبنى التربوية، عمل على تعميم التمدرس وافتتاح المدارس، في ربوع الوطن، مما مكن كثير من أبنائه من الولوج إلى المدرسة، فكان له الأثر الكبير، في تغيير واقع العديد من التجمعات والقرى.
يقول رئيس هيئة شماد في حديثه شيق، معظم الأطر الموريتانيين مدينون لقيس بن عابدين بن سيدي بتمدرسهم، رغم ظروف البلد وشح الموارد، مما كسب الرجل تقديرا خاصا في مختلف مناطق موريتانيا.
ليختم القول بأن قيس بن عابدين سيدي، أصيل مدينة وادان التاريخية، وقد ظل يضطلع بدروه في كل المناسبات السياسية والثقافية، كوجيه اجتماعي وكأحد أبرز رموزه فكان لقيس الدور المشهود في كل مناسبات مهرجان المدن التاريخية، عندما تحتضنه ودان وظل حريصا على أن تكون النسخة الوادانية، تعبر عن مدينة يمتد إشعاعها لأكثر من ألف عام.
تخللت الحفل، مشاركات أدبية شعبية وأخرى من الأدب الفصيح، كانت موغلة في البلاغة والأدب وجميل كلام العرب، مع شعراء من بينهم الأديب الأستاذ: محمد إتقان الملقب كراي، والأستاذ: خديم رسول الله بن زياد الحاجي.