حول تشكيل الحكومة الجديدة / سيدي علي بلعمش

يحبس  الشعب الموريتاني اليوم أنفاسه ، في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة . و تقوم مواقع و صحف التخبط المهني بتلميع البعض و الإساءة إلى البعض . و تقوم أخرى بتشكيل حكومات في محاولات غبية يعتقدون أنها يمكن أن تؤثر في ما سيحصل ..

الوزراء وظائف سياسية لكنهم في بلدنا اليوم يجب أن يكونوا رجال دحر المستحيل :
☑️ الإدارة فاسدة حتى النخاع
☑️ تداخل الإختصاصات ، حدث و لا حرج
☑️ الإدارة تعاني من حمولة زائدة لم تعد تتسع لها الممرات من أناس لا يتمتعون بأي خبرة في أي مجال ..
☑️ الروتين القاتل المؤسس على الفوضى و الاستهتار ..
☑️ أحتقار المواطن و استباحة كرامته و وقته ..
☑️ فوضى عارمة في المواعيد و الالتزامات ..
☑️ مزاجية عالية الاستهتار في الحضور و التواجد في مكاتب الخدمات ،

لا بد لهذه الإدارة الفاسدة ، المُحتَقِرة للمواطن ، المشوِّهة لصورة البلد ، المُمثِّلة لروح النظام ، المكرسة لأعلى درجات الفوضى و أقبح أوجه التخلف ، من وزراء يحملون مهمة فريق إنقاذ لبلد منكوب يُعَسكِرُ شعبُه في الشمس.

هذه الإدارة المرتشية ، المهملة ، المخجلة ، المُتعفنة ، الوسخة ، المتخلفة ، المقززة ، الجاهلة لكل نُظم الحداثة و دماثة اللباقة و أخلاق البشر ، أصبحت تحتاج فريق وزراء في مهمة مستحيلة ، بهامش تسامح صفر ..

تحتاج موريتانيا اليوم إلى فريق وزراء بتحمس الشباب و حكمة الكبار ..

فريق وزراء استثنائي بكل المعايير ، بصلاحيات رؤساء (كل في تخصصه) ، لا يحاسبهم غير القانون و لا يكرمهم غير الشعب..

تحتاج بلادنا اليوم فريق وزراء منسجم ، متكامل ، متنافس في خدمة شعبه و وطنه .. فريق عمل جاد ، يطرح في كل مجلس وزراء أسبوعي وجها من أوجه الفساد و يتخذ قرارا بمحاربته بعد تشخيص أسبابه .. فريق عمل يضع كل وزير منه لوحة في مدخل إدارته ، يُكتب عليها بالعريض الأحمر *”لا نريد أي مبررات*” .. فريق عمل يضع نصب عينيه معاقبة إدارته ، بدل معاقبة الشعب .. فريق عمل توزع سكرتاريا محترمة مواعيد و اتجاهات زواره ، لا مكان فيه لمن يطلب لقاء الوزير و لا من يطلب لقاء المدير : المكاتب ليست بيوت الموظفين .

هذا الفريق هو ما نحتاجه ؛ نحن اليوم لم نعد بلدا ناميا بل أصبحنا بلدا معرقلا للنمو ، بمثل هذه الإدارة المرتشية ، الفاسدة ، الفوضوية ، المتعفنة ، المقززة ، المستهترة ، الفاشلة ، المُحتقِرة للمواطن و المتجهة يوما بعد يوم إلى احتقار النظام من رأسه إلى قدمه .
هذه الإدارة الموبوءة ، الفاشلة ، المتفننة في تبرير العجز و الأخطاء ، التي يستحيل أن تجد منها موظفا في مكتبه ، تحاول اليوم فرض أمر الواقع على النظام و على الشعب بالحِيَّل و الأكاذيب :
لو وضع رئيس الدولة لثاما محكما و دخل أي إدارة في نواكشوط ، و طرح أي قضية مُصمَّمة للاختبار ، أتحداه أن يجد من تعنيه أو من يهتم به ، ما لم يسلك *”الطريق السريع” *، المؤدي حتما إلى روما ، حتى لو لم يكن من تخصص القطاع ..

ما نحتاجه اليوم أكثر من أسماء الوزراء ، هي تعليمات صارمة و مُلزِمة و واضحة للفريق الجديد ، من قبل رئيس الجمهورية ، تمنحنا حق المشاركة في تحديد من التزموا بها و من لم يلتزموا من خلال إنجازات ملموسة في قطاعاتهم و قيادة مميزة لإداراتهم، تحد من فوضاها و تسيب موظفيها و عدم اهتمامهم بمظاهرهم و عدم احترامهم للمواطن ..

*في الأخير* ؛
لا تربطني أي معرفة شخصية برئيس الوزراء الحالي و لا أؤمن بما يتحدث عنه الجميع حول موضوع التوازنات الجهوية البغيضة و لا تهمني خرافة الألوان و الأعراق المتخلفة ..

كل ما أعرفه و ما أبني عليه أحكامي هو أنه مهما قيل عن رئيس الوزراء الحالي ولد بلال ، يظل في رصيده ما لم يُحظَ به غيره ، حين رفض أوامر ولد عبد العزيز احتراما لأمانته الوطنية ..

– يظل في رصيد المهندس ولد بلال ، أنه لم يتلطخ بأدران المال العام رغم تمرغه في مختلف إدارات البلد..
– يظل في رصيد الشاب الهادئ ، المتواضع ، ولد بلال أنه لم يظلم أحدًا و لم يقهر أحدًا و لم يستبح كرامة أحد ،
– يظل في رصيد ولد بلال أنه قاد حكومته بلا تجبر و لا تنمر و اعترف بتقصيرها حد الفشل ، بكل صدق و أمانة ..
– يظل ولد بلال من خيرة أطر هذا البلد على امتداد تاريخه ، بمهنيته العالية و أخلاقه الرفيعة و حسه الوطني الصادق ، الخالي من التمظهر و الابتذال ..

إن الحملة التي تشن اليوم على هذا الشاب نظيف اليد ، كريم الأخلاق ، متواضع السلوك ، هي جزء من الحملة الذكية ، ذات المهارات العالية في التشويه و المكر ، على الرئيس غزواني و رجال ثقته الأوفياء التي تشهدها الساحة منذ عدة أشهر

معالي الوزير الأول ولد بلال شاب يتحلى بكل معاني المسؤولية ، من أشرف و أنبل و أشجع أبناء هذا الوطن و أنظفهم يدا و أحسنهم خلقا ، يستحق كل تقديرنا و احترامنا ، إن تركوه في مكانه ، يستحقها بكل جدارة و إن أقالوه منها وهو أمر عادي جدا (الرئيس لا يبرر مثل هذه الاختيارات) ، يجب أن يكرموه (إكراما للوطن) و يستغلوا كفاءاته و وفائه و نزاهته للمساهمة في استصلاح إدارتنا المنكوبة و شعبنا المرهق.

هذا ما استحقه علينا بما يلزمنا الإشادة به حتى لا تظل غصة في القلب تعذب الضمير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى