السيـــــــــــــــــــاسة و الشبــاب :بقلم الكاتب سيدن سيدالامين
معروف أن الشباب أساس تقدم الشعوب و ازدهارها، و تمثل هذه الفئة دينامو الدولة و محركها الرئيس لتحقيق التنمية الشاملة و المستدامة؛ كما تعد قاطرة الإقلاع الاقتصادي، و قوة الأمة لتحقيق استقلالها و كينونتها و هويتها و إنيتها الوجودية.
و إذا كان عدد سكان الوطن العربي يقدر بثلاثمئة مليون نسمة، فإن الشباب يمثلون قرابة ثلثه ؛ و يعني هذا أن ساكنة المجتمع العربي شبابية بامتياز و مع ذلك مازال الشباب العربي يعانون مشاكل متعددة كالفقر، و الأمية و البطالة و الجهل، و التغريب و الاستلاب و الإقصاء و التهميش…
لا يمكن الحديث عن الديمقراطية و التنمية السياسية إلا إذا قسنا نسبة المشاركة السياسة في بلد من البلدان، و قسنا أيضا مدى تمتع المواطنين بالحريات الطبيعية و المكتسبة ؛ و مدى انتشار ثقافة حقوق الإنسان في البلد نظرية و ممارسة و خطابا، و مدى السماح للمواطن بالتعبير عن رأيه بكل حرية بلا خوف أو عنف، أو ضعط أو محاسبة…
إذآٓ، تقاس ديمقراطية الدولة و تنميتها السياسية بنسبة المشاركة السياسية، و انتعاش الثقافة، و مدى مساهمة مؤسسات الدولة و مجتمعها المدني في إثراء التنشئة السياسية لدى المواطن.
ملاحظ أن الشباب الموريتاني كان و لا يزال في منأى عن السياسة و ذلك يعود لعدة أسباب من أبرزها غياب الوعي السياسي لدى معظم الشباب، ما عدى شباب الجامعة الذين يعودون إلى مواطنهم من لحظة إلى أخرى، لكن من دون أن يكون لهم دور مهم في التغيير السياسي، أو في توعية أهل الريف الذين يغرقون في دياجي الاستلاب و الوعي الساذج و اللامبالاة، و عدم الاهتمام بأمور السياسة الداخلية و الخارجية، كما أن المشاركة الضيقة و المحدودة تخضع لمنطق الولاءات المصلحية و الانتهازية رغبة في إرضاء بعض الشخصيات الكاريزمية النافذة، أو من أجل الدفاع عن عصبية قبلية معينة قصد تثبيت نفوذها ماديا و معنويا، أو مساندة الأقرباء احترما لرابطة الدم، أو دفاعا عن من يحامي الدين وفق آديولوجيا المعتقد، أو نزولا عند اغراءات المال و الفساد، و قلما نجد من يشارك سياسيا بسبب البرامج السياسة لانتشار الأمية و الجهل و التخلف، و غياب وسائل الإعلام و البنية التحتية و اللوجيستية.
:خاص:الأيام نت: