صبرا آل ياسر :عندما تغيب معايير الترقية في المناصب / الخليفه محمد الجلاد
صبرا آل ياسر : عندما تغيب المعايير و يصبح التعيين و الترقية في المناصب من نصيب الوسطاء تشعر بالضياع و التيه في واقع لا حق فيه ينال إلا طريق وسيط أو زبون أو ممتن ، لأنه للأسف لا حق تناله بكفاءتك أو بحسن أداءك أو باقدميتك في الوظيفة ،
لأن كل تلك المبادئ العادلة التي تنزل كل شخص في منزلته و تضعه في مكانته المناسبة ضاعت مع ضياع معاييرها و لم يعد لها معنى في ظل اختلاط معطيات التقويم مع معطيات المحسوبية و الزبونية و العلاقات الشخصية و غيرها مما جعل الوظائف تحتل من طرف من لا يقدرون على إدارة شؤونها و تحولت إلى مجرد هبات يمنحها المسؤول الأول لمن أراد من الأقربين و المقربين أو وسيلة لبناء علاقات شخصية مع آخرين و التقرب إليهم و نيل ولاءهم و كسب ودهم ليصبح الضحية في النهاية الموظف و الوظيفة معا ،
فالأول إن لم يكن وراءه نافذ فوجوده في الوظيفة مهدد بفعل الطامعين و قوة ادواتهم المستعملة من أجل اقتلاعه و الإحلال محله، أما من يأتي لوظيفة دون وجه حق و دون معايير وجيهة و بالطرق الملتوية و التدخلات السافرة فمن غير المعقول أن يحدث في واقعها تغييرا ايجابيا سوى الخراب و خلق نوع من عدم الثقة بين عمالها.
مبدأ المكافأة و العقوبة اين هو من إداراتنا اليوم؟ بل إن ما نراه سوى معاقبة الكفء و تكريم الأدنى و الأقل خدمة في الوظيفة ‘ بحيث لم يعد ثمة خيط فاصل بين من يستحق و من لا يستحق فكان ذلك سببا للاحباط و ترك الوظيفة و أحيانا هجرتها و إن بقي فيها من شخص بقي على مضض و بحكم الحاجة و غياب الظهير و العشير لا غير ذلك لأن معايير البقاء في الوظيفة مفقودة وآمال المكافأة على العمل و الاخلاص للمهنة مقطوعة…
(صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة ) الخليفه محمد الجلاد