انطلاق أيام الرشيد وسط حضور لافت للفاعلين والأطر والمنتخبين

انطلقت أمس السبت في مدينة الرشيد بولاية تكانت، وسط موريتانيا، النسخة الثانية من الأيام الثقافية والرياضية للمدينة، والتي تستمر لأربعة أيام.

وقال الأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، أحمدو لد اخيطره، خلال افتتاح التظاهرة: “نجتمع اليوم في بلدية الرشيد الصامدة التي تعرضت للظلم بالمدفع الثقيل واستشهد عدد من الأبرياء في يوم 16 أغسطس 1908”.

وأضاف ولد خطيره أن “موعد الرشيد مع التاريخ لم يبدأ من هذا التاريخ، بل سبقه من قبل قرنيين، أي تاريخ نشأتها وازدهارها”، وفق قوله.

وأضاف أن أطلال المدينة القديمة تشهد على هذا التاريخ البعيد، مشيرا إلى أن الرشيد ظلت ببواديها وحواضرها سلة غذاء لسكان تكانت، أما هضبتها “فكانت حصنا حصينا منيعا يحمي المدينة من الأخطار”، وفق تعبيره.

وأشار ولد خطيره إلى أن الإشعاع العلمي للمدينة ساهم في تكوين صورة بلاد شنقيط كمنارة علمية في المنطقة والعالم الإسلامي عموما.

وقال عمدة بلدية الرشيد، أحمد ولد سيد أحمد ولد أجه، إن تنظيم أيام الرشيد يرمي إلى تقوية الأواصر المجتمعية بين سكان المنطقة، والمساهمة في تطوير الحركة الاقتصادية للمدينة، وإظهار المعالم السياحية التي تزخر بيها المدينة.

وتابع ولد أجه في خطابه “هنا عبق التاريخ، هنا تشكل عقل التحرر والانعتاق من قهر المستعمر الذي دمر المدينة القديمة وشرد أهلها، فلم يعيدوا إعمار مدينتهم عن وعي لتبقى أطلالها شاهدة على حجم التضحية وبسالة المجاهدين”.

وقال ولد أجه إنه بتعاضد وعزيمة سكان الرشيد شيدوا مدينة أخرى بمحاذاة القديمة، وسموها الجديدة.

وأضاف ولد أجه أن منظمي هذه التظاهرة “أثبتوا صدق انتمائهم لقيم أهل الرشيد، بإعادة سنة التطوع وصلة الرحم”، على حد قوله.

وقال الميمون ولد امينوه، عضو منتدى الرشيد، إن مدينة الرشيد تبدأ أيامها الثقافية والرياضية؛ في ذكرى تدميرها من طرف آلة الاستعمار، مشيرا إلى أنها فرصة لإرسال رسالة للعالم “رسالة الرشيد الذي ينبعث من رماد الدمار كطائر الفينيق، ليواصل فعل الحياة، والحياة هنا جهاد وكفاح وإيمان بالغد”، وفق تعبيره.

وأضاف ولد امينوه أن أيام الرشيد تعتبر جزءًا من عمل المنتدى كمشروع مجتمعي متكامل، تحتل فيه الثقافة الدور الكبير لما تستطيع القيام به من تقوية الروابط الاجتماعية و تعزيز عرى التواصل.

وتتضمن مسطرة “أيام الرشيد” أنشطة ثقافية سهرات فنيه، ومسابقات رياضية، ومعارض للصناعة التقليدية، بالإضافة إلى قافلة صحية تقدم الخدمات الطبية في مركز المدينة الطبي.

وستنظم خلال أيام التظاهرة محاضرات للتعريف بتاريخ المدينة، ودورها الجهادي كمدينة تراثية إسلامية.

وكانت المدينة قد صنفت مؤخرا من طرف منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة (الأسيسكو)، كإحدى مدن التراث الإسلامي العالمي.

نقلا عن موقع صحراء ميديا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى