اعوينات أرجي” بلقم الكاتب الحدرامي الدباب
تفع قرية 《 اعوينات أرجي 》 فى موقع الرأس من قري ” الوادى الأبيض” ، وفى موقع الصدر من قرى بلدية النيملان التابعة لمركز الرشيد الإداري بولاية تكانت.
تأسست القرية فى وسط الستينات من القرن الماضي على يد جدي من أمى ( محمدو بمب / الطالب خيري ) ، ثم لحق به إخوته على التوالى كما ذكر لى ذلك فى حياته رحمه الله ” خو / امحيمدات ؛؛ أحمد / أشبيراكه ؛ حمود / سيد احمد ، رحم الله الجميع ،، ثم توافدت الناس بعد ذلك .
أشتق اسم القرية من ” اريجها ” صاحب الماء العذب الذى لا ينضب حتى بعد أن تتالت سنوات القحط ، التى أهلكت باسقات التخل ، حتى ظن غير العارف أنها لم تك ذات يوم حدائق ذات بهجة .
لست هنا بصدد كتابة تاريخ القرية ولا خصائصها الفذة ، ولكن سأسلط الضوء على نقطة مشرقة ، من ضمن نقاط أخرى قد نتحدث عنهم فى قادم الأيام.
ظلت قريتنا – على غرار نظيراتها من حيزها الجغرافي – تقبع تحت الفقر وآثار الجهل ردحا من الزمن ؛ حتى قيض الله لها إبنها وهو اين خالى ” محمد / الحضرامى/ الطالب خيري ، الملقب ( محي الدين ) ، الذى أحيا القلوب بعد أن عشش عليها درن الجهل ، .، وهو الذى تغرب حتى حفظ القرآن الكريم ودرس بعض المتون الفقهية ،، ثم عاد ولسان حاله يردد ( ..ما كان للمؤمنين أن ينفروا كافة .. .) .
فأسس محظرة ” اعوينات أرجي ” فى حي ” أزكلمايه ‘ بمساعدة من بعض رجال القرية ، رغم شح الموارد ، وبعد سنوات من العمل حان موعد الحصاد،، وأي حصاد ذلك ؟؟ ، واسمع منى وليس من رأى كمن سمع :
يوجد بقريتنا اليوم ما يقترب من عشرين ما بين حافظ لكتاب الله وحافظة ،، قليل منهم من تجاوز سن العشرين ،؛ وبراعم مازال طعم ثدي الأمهات فى أفواههم على وشك ذلك ..!! .
ليس هذا فحسب ، بل انعكست تلك الثورة العملية الأصلية على التعليم العصري ،؛ وظهر ذلك جليا فى المسابقات الوطنية الأخيرة،، فحلت ابنة القرية فى الرتبة 7 على مستوي باك c ,; وجاءت ابنتها الأخرى فى الرتبة 11فى مسابقة ختم الدروس الاعدادية ،، ونتائج جد مشرفة فى مسابقة ختم الدروس الإبتدائية .
فى ليلة 8/9/2022 حضرت حفلا بهيجا أقامه نادي قرية أعوينات أرجي بهدف تكريم حفظة القرآن – علما أنه لا تكريم بعد لقب حافظ – ، كذلك تكريم أصحاب الرتب العليا فى المسابقات الوطنية .
بدأ الحفل المبارك بقراءة عطرة من قبل ابن الخال عبد الله/ سيدنا ،، ثم شفع ذلك بكلمة وجيزة فى عدها ، مؤثرة فى مبناها لرئيس النادي الشاب الطيب المحترم ( محمد يحظيه / الشيخ / بوزيمه ) صاحب الاختصاص العلمي ، وأديب السلوك والانتاج .
كان على ربط فقرات الحفل اين الخاله سيدنا /طالبنا ؛ الذى اسمعنا من نجل القوافي ما تطمئن له النفس ويرتاح له القلب مع حلاوة فى المنطق ؛ وفحاصة فى اللسان ،، توالت كلمات الشباب ومما أعجبني كثيرا محاضرة دينية من انتاج ابن الاكارم وسليل بيت العز نجل الراحل معروف/ امحمد لمين – رحمه الله – شيخنا ،، ومديحية ابن العزيز ” سيدامحمد/:كلاي / ؛؛ ومسرحية هادفة فى مضمونها ، ظريفة فى أسلوبها ،، و تخلل ذلك بعض المداخلات لضيوف الشرف ، وكان لى قط من ذلك ، ثم اختتم الحفل بتكريم الطاقم التربوي بشقيه ( أصلي ، وعصري )؛ وبعض المتوفقين فى المجالين .
هنا يحق لنا أن نفتخر فقريتنا تشهد نهضة علمية بقوة إرادتنا رغم ضعف وسائلنا لا دخل لسياسي فيها ولا مسؤول حكومي ولا حتى الدولة فيها بطريقة مباشرة .
وعلى ذكر الدولة لا ضير إذا أشرتم لوزير الشؤون الإسلامية القاضي الداه اعمر طالب فى المنشور لعله أن يفعل لنا مالم يقعله أسلافه بإعطاء راتب لإمامنا وشيخ محظرتنا .