انطلاق النسخة الـ35 من مؤتمر السيرة النبوية الدولي ومؤتمر هيئة العلماء المسلمين
انطلقت اليوم بقصر المؤتمرات في نواكشوط، تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، النسخة الخامسة والثلاثون من مؤتمر السيرة النبوية الدولي ومؤتمر هيئة العلماء المسلمين، المنظمين من طرف التجمع الثقافي الإسلامي في موريتانيا وغرب إفريقيا و بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي.
نسخة هذا العام التي جرت تحت عنوان: القيم الأخلاقية في السيرة النبوية وأثرها في نشر الإسلام حول العالم، حضرها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الحاضر كضيف شرف، إلى جانب 150 ضيفًا يمثلون 57 دولة إسلامية من مختلف القارات.
وقد استهلت فعاليات المؤتمر بنشيد ترحيبي ألقته فرقة الإخاء، قبل أن يتم عرض فلم وثائقي عن نشأة التجمع الثقافي الإسلامي وأهم أهدافه.
تلت ذلك كلمة ترحيبية لرئيس جهة نواكشوط رئيسة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا السيدة فاطمة بنت عبد المالك، استهلتها بالترحاب بالحضور من نخب علمية ودعوية وفكرية، مشيدة بمجهودات رئيس الجمهورية الهادفة إلى جعل موريتانيا محطة للعلم والمعرفة.
كما نوهت رئيسة جهة نواكشوط بأهمية تذكر مناقب وشمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونشر ثقافة التسامح والحوار.
بعدها ألقى وزير الشؤون الإسلامية المالي الدكتور مامادو كونى كلمة الضيوف شاكرًا موريتانيا حكومة وشعبا على كرم الضيافة والاستضافة منشدًا أبياتا في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ليصعد المنصة بعدها الأمين العام للتجمع الثقافي الإسلامي السيد محمد الأمين النحوي، الذي تولى كلمة الترحيب بالوفود كل باسمه وذلك عبر عرض لائحة برؤساء الوفود المشاركة.
من ثم تم عرض كلمة للشيخ سعيد الكملي من دولة المغرب الشقيقة، الذي تعذر عليه الحضور بسبب مرض والدته.
الشيخ الكملي شكر القائمين على هذا المؤتمر على ما بذلوا في سبيل تبيان أهمية محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، مبرزًا أهمية الاقتداء بهدي النبوة والتأسي بالمصطفى صلى الله عليه وسلم.
كما عرف المؤتمر إلقاء رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر الدكتور أبو عبد الله غلام الله مداخلة نوه فيها إلى أن التنوع الديني لا يبرر الصراع، بل يستدعي إقامة شراكة فاعلة ومد جسور الحوار والتواصل، ولأجل هذا كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على حد تعبيره.
وبعده ألقى وزير الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين حاتم البكري كلمة استهلها بتحية باسم القدس واسم فلسطين، التي ما زالت تزف الشهداء، موصيا الحضور بالبقاء على العهد، وأن تكون القدس الحاضر والمستقبل لكل مسلم ومؤمن.
كما ألقى مستشار رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور أسامة الأزهري كلمة حمل فيها تحية شكر خاصة من علماء الأزهر إلى محاضر العلم في شنقيط، على ما يبذلونه في سبيل نشر العلم في جميع الأقطار.
ومن بين الحضور كان الشيخ عبد الملك نجل الشيخ براهيم نياس، ورئيس جائزة الشيخ براهيم نياس العالمية للقرءان الكريم، الذي شدد على قوة أواصر القربى والرحم بين السنغال وموريتانيا، ومشيرًا إلى أن السيرة النبوية تجسيد للقرءان الكريم، يستقي منها المسلمون العلوم ويستلهمون الدروس، مبينا أن روح الإسلام ودلالته في اتباع ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي ذات السياق كانت كلمة وزير الشؤون الدينية في غامبيا الذي شكر موريتانيا على حفاوة الاستقبال، مشيدًا بأهمية هذا المؤتمر.
وقد سلم بعده رئيس التجمع الثقافي الإسلامي في موريتانيا وغرب إفريقيا الشيخ محمد الحافظ النحوي، درع تكريم لرئيس الجمهورية، تسلمه نيابة عنه وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، كما سلم أيضا درع تكريمي لرئيس رابطة العالم الإسلامي، ضيف شرف نسخة هذا العام.
وبعد التكريم ألقى رئيس التجمع الثقافي الإسلامي الشيخ محمد الحافظ النحوي كلمة رحب فيها بمن لبو نداء مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، شاكرًا رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على ما بذله نصرة للمصطفى، داعيا الجميع إلى الوقوف معه ومآزرته في مشروعه، وما يقوم به من خدمة لإعلاء كلمة الله، على حد تعبيره.
ليستلم منصة الخطاب بعده رئيس رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الذي عبر عن سعادته بهذا اللقاء الإيماني الحافل بذكر شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم، والمشمول بالرعاية السامية لرئيس الجمهورية، حسب قوله.
ليعلن بعد ذلك وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الدكتور الداه سيد أعمر طالب إشارة انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للسيرة النبوية، منوهًا إلى أن جميع القيم الأخلاقية تجلت في تصرفاته صلى الله عليه وسلم، مشيدًا بدفاع رئيس الجمهورية عن الدين الإسلامي الذي يشكل العروة الوثقى الضامنة للحمة الوطنية، حسب تعبيره.
حضرت فعاليات المؤتمر السيدة الأولى الدكتورة مريم محمد فاضل إلى جانب حرم الوزير الأول، فضلاً عن وزير التهذيب الوطني، والأمين العام لوزارة الشؤون الإسلامية ووالي نواكشوط الغربية، وعمدة مقاطعة تفرغ زينه، وبعض من السلك الدبلوماسي الإسلامي في البلد، فضلا عن لفيف من العلماء والدعاة.