سفير اليابان: موريتانيا ستحقق الازدهار الاقتصادي بجهودها الذاتية
قال سفير اليابان في نواكشوط نوريو إيهارا إنه بلاده وقعت اتفاقيات لإنجاز 40 مشروعا في موريتانيا على شكل هبات بغلاف مالي قدره 100 مليون دولار.
وأضاف السفير، خلال حفل توديعه بعد انتهاء مهامه في موريتانيا، أنه على ثقة بأن موريتانيا ستحقق الازدهار الاقتصادي يوما ما بجهودها الذاتية و”ستكون في غنى عن الدعم الاقتصادي الأجنبي، بل ستمد يد العون لجيرانها”.
وفي ما يلي خطاب السفير الياباني:
“السادة الوزراء
السادة الأطر السامون في الحكومة
سعادة السفراء وممثلو المنظمات الدولية
السادة رجال الأعمال
السيدات والسادة
أيها الأصدقاء
اسمحوا لي في البداية أن أشكركم على حضوركم هذا المساء, وأنا سعيد بأن أكون بينكم, أصدقائي المقربين.
لقد استمرت مأموريتي في موريتانيا 3 سنوات و 10 أشهر, وهي بذلك أطول فترة انتداب من بين جميع السفراء اليابانيين لدى موريتانيا. وكما يقول حكيم قديم: ” لكل شيء وقته”. وقد آن الأوان ووصلت مهمتي لنهايتها.
*منذ قدومي في شهر يناير سنة 2019 ,شهدت موريتانيا تحولات هامة كما هو الحال بالنسبة لليابان التي توجت إمبراطورا جديدا, كما عرفت موريتانيا وصول فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى السلطة كرئيس للجمهورية. وأنا جد سعيد برؤية التطورات الواضحة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي منذ وصوله للسلطة.*
لقد كان التحدي الدبلوماسي الأول بالنسبة لي هو ضمان تحقيق أرفع مشاركة موريتانية في قمة تيكاد 7 التي انعقدت شهر أغسطس 2019 في اليابان، وذلك من أجل أن يتمكن قادة البلدين, اليابان وموريتانيا من الاتفاق على سبل التعاون المثمر والطموح. وقد احتفلنا لاحقا في شهر ديسمبر من نفس السنة بمرور 10 سنوات على افتتاح السفارة اليابانية.
*وفي سنة 2020, نظمت موريتانيا قمة دول الساحل الخمس في نواكشوط حيث رسخت نفسها بجدارة كبلد رائد في مجال الأمن والسلام في المنطقة، مكرسة وجودها كدولة جديرة بالثقة رغم الاضطرابات في شبه المنطقة.*
وفي شهر مارس 2020, مع تشخيص أول حالة من مرض كوفيد-19 واجهنا فترة عصيبة. وجاء تخليد موريتانيا للذكرى الستين لاستقلالها في خضم تلك الأزمة الصحية التي خلفت عديدا من الإصابات والوفيات. ولا يفوتني هنا أن أتقدم بخالص التعازي لعائلات الضحايا.
*ولم تقتصر التحديات على الجائحة فحسب، بل في هذه السنة، تفاقمت مع التساقطات المطرية الغزيرة التي تسببت في العديد من الخسائر، بعد 11 سنة من الجفاف. وقد أدى استمرار تردي الأوضاع الأمنية في المنطقة إلى تزايد أعداد اللاجئين.*
*ورغم كل هذه التحديات وبفضل جهود فخامة رئيس الجمهورية وصبر ومثابرة شعبه فقد تمكنت موريتانيا من تجاوز هذه الازمات محافظة على السلام والاستقرار وهو ما سمح بعودة الحياة إلى سابق عهدها قبل الأزمات.*
السيدات والسادة،
*هناك مثل ياباني يقول” الأمور بخواتيمها”, فرغم أن جائحة كوفيد 19 أثرت بشكل كبير على مختلف أنشطتي, إلا أنني تمكنت من السفر لمسافة تزيد على 60000 كيلومتر على متن سيارة لاندكروزر إلى جميع أنحاء البلاد، كنواذيبو والزويرات وأطار وشنقيط ووادان وكلب الريشات وتجكجه وروصو وألاك وشتى المدن والقرى في ولايتي كيدي ماغة وكوركول, وحتى مخيم امبره وباسكنو . وقد كنت خلال كل زيارة موضع حفاوة وكرم ضيافة من طرف الولاة والحكام والعمد والوجهاء المحليين وتناولت المشوي في جميع محطات زياراتي.*
وقد كانت ابتسامات الفرح والحبور التي قوبلت بها من طرف السلطات والسكان شبابا ونساء وأطفالا تمنحني قوة وحماسا لا أنساهما.
وقد علمتني الصحراء المترامية الأطراف تضاؤل وصغر الإنسان. كما علمتني موجات المحيط الأطلسي روح المثابرة. أما منظر مدينة نواكشوط فقد ألهمني عظمة وشموخ تلك الجهود التي ساهمت في بناء الدولة باسم الاستقلال والتحرر. وسترافقني تلك التجارب فيما تبقى من حياتي.
*ومن أجل سعادة وازدهار الأصدقاء الموريتانيين فقد وقعت اتفاقيات لإنجاز 40 مشروعا على شكل هبات بغلاف مالي قدره 100 مليون دولار. إلا أنني على ثقة بأن موريتانيا ستحقق الازدهار الاقتصادي يوما ما بجهودها الذاتية وستكون في غنى عن الدعم الاقتصادي الأجنبي، بل ستمد يد العون لجيرانها.*
وبصفتي سفيرا لبلاد الشمس المشرقة في بلاد الغروب الساحر للشمس فأنا في غاية السعادة لإسهامي في تحقيق تعاون يخدم أصدقائي. وأعتقد أنني بذلت كل ما بوسعي ولست نادما على أي شيء. وستنتهي مهمتي قريبا، وكما يقال” الأمور بخواتيمها”.
وفي الختام أشكركم جميعا من أعماق قلبي على تعاونكم وصداقتكم وأتمنى لكم كل التوفيق.
وأود أن أشكر زوجتي التي ساعدتني كثيرا ووقفت إلى جانبي للنجاح في مهمتي.
يوم 23 نوفمبر سأعود إلى اليابان. وفيما يخص مهامي القادمة فسيكون كل شيء على ما يرام إن شاء الله. وسيتسلم خلفي مهامه في القريب العاجل. وألتمس تعاونكم الوثيق مع السفير الجديد السيد أوتشيدا تاتسوكوني.
شكرا لكم وإلى اللقاء”.