رئيسة المرصد الوطني تتحدث أمام ساكنة النعمة في تخليد ذكرى اليوم الدولي لحقوق الإنسان
نظمت صباح السبت 10 ديسمبر بمدينة النعمة فعاليات تخليد ذكرى اليوم الدولي لحقوق الإنسان بحضور معالي مفوض حقوق الانسان والعمل الانساني والعلاقات مع المجتمع المدني ورئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالإضافة إلى ممثل المفوضية العليا لحقوق الإنسان.
وكان في طليعة الحاضرين والي ولاية الحوض الشرقي والسلطات الإدارية والأمنية والمنتخبون وجماهير عريضة من سكان ولاية الحوض الشرقي.
تحدثت رئيسة المرصد الوطني لحقوق المرأة والفتاة السيدة مهلة بنت أحمد التي استهلت كلمتها بشكر كل الحاضرين مثمنة كافة الجهود المتبعة من لدن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني و السلطات المعنية بملف حقوق الإنسان في البلاد.
انتهزت رئيسة المرصد الوطني لحقوق المرأة والفتاة كلمتها للتعبير عن ارتياحها لحضور التظاهرة المهمة تلبية للدعوة الكريمة من طرف معالي مفوض حقوق الانسان والعمل الانساني والعلاقات مع المجتمع المدني.
وأبرزت أن الدعوة كانت سبيلا لزيارة الولاية الجميلة أرض الأعلام والعلماء والمشايخ والشعراء والمبدعين من الفنانين مكان المعالم التاريخية والمعالم الأثرية الرائعة حسب قولها.
نوهت بالفرصة التي منحها معالي مفوض حقوق الانسان والعمل الانساني والعلاقات مع المجتمع المدني التي أفضت إلى مشاركة شخصيات محترمة تخليد اليوم الدولي لحقوق الإنسان.
بينت رئيسة المرصد بالمناسبة الفوائدة المتوخاة من تخليد العاشر من ديسمبر الذي يأتي اختتاما لستة عشر يوما خصصت للقضاء على العنف ضد النساء ليكون ذلك تذكيرا بما يعانيه الإنسان الموريتاني وبالخصوص النساء.
أشارت في كلمتها إلى ما كان يمارس بالأمس القريب من العبودية التي لا تزال رواسب مخلفاتها قائمة متمثلة في الرق وبالخصوص أشكاله المعاصرة كالفقر والمرض والتخلف والبطالة والتهميش رغم ما قامت به الحكومة من جهود كبيرة في سبيل طرح سياسات وبرامج وقوانين للقضاء على الظاهرة المشينة التي لا يقبلها العقل ولا يقبلها الدين.
تساءلت رئيسة المرصد الوطني لحقوق المرأة والفتاة في كلمتها عن الأسباب التي منعت كافة المحاولات من النجاح..؟ لتبين أن أسباب كل ذلك يتجلى في أقصاء المرأة.
تابعت القول في أن أغلب من يعاني التخلف والتهميش والفقر هم النساء مع كونهن نصف المجتمع.
وأعطت رئيسة المرصد مثالا حيا على ما قالت بخصوص ضعف مشاركة المرأة المتجلي في احترام كرامتها وحضورها مبينة أمام الحضور إدراكهم لوجود امرأة واحدة بينهم على متن المنبر الرسمي.
وفي هذا الإطار ذكرت وفدها بمقدمهم أمس إلى مباني ولاية الحوض الشرقي أثناء مراسم الاستقبال لم يكن بين المستقبلين لنا إلا امرأة واحدة أما وفدنا اليوم فبه امرأتان إضافة إلى الأخت الاعلامية.
ذكرت الحاضرين أن هذه البلاد بلاد المليون شاعر وبلاد تكريم المرأة وبلاد احترامها!!
خاطبت الحاضرين قائلة لا شك أنكم تدركون أن التراث الإسلامي وعصارته الفقهية كرمت بني آدم وتكريم المرأة مليئ بالأمثلة (خديجة امرأة أعمال، عائشة عالمة وراوية الحديث..) الشيء الذي جعل تراثنا الثقافي يقدر النساء…
وأظهرت رئيسة المرصد مكانة المرأة في المجتمع القديم من تكبير وغناء رغم كونها كانت منتجة ومن إنتاجها ” الخيمة ولحصاير والغذاء والدواء” وهذه الولاية في طليعة من كانوا يقدرون النساء ويحترموهن لكونها ولاية الأصالة والجمال والثقافة والمعارف تتجذرها الطيبة واحترام المرأة لما تحتضن من أعلام من أمثال (الشيخ سيدي أمحمد الكنتي والشيخ محمد فاضل والشيخ محمد يحي الولاتي) وهي أرض الغناء والشعراء والمبدعين.
واصلت رئيسة المرصد حديثها عن نفس الولاية بخصوص تكريم المرأة وما كانت تحاط به من عناية وقيمة في مرابع الحوض الشرقي لتقول إن التاريخ يشهد بقيمة المرأة ضاربة المثل بزوجة سلطان اولاد امبارك منت احمد ول لمبرح التي كانت امراة عظيمة واخريات مثل الطاهرة منت احمد زيدان فقد كانت مثالا في الغناء والفصاحة.
تضيف بنت أحمد أنتم جميعا ما منكم أحد إلا ويعلم في محيطه المباشر نساء عظيمات وحكيمات كانوا سببا في تكوين رجال كبروا في أعين الناس ونالوا الحظوة والمكانة الاجتماعية المرموقة بسببهن.
قالت رئيسة المرصد الوطني أنها تتأثر كثيرا من الأدباء اللهجيين الذين سطروا أدبهم في معالم “الكركار” و”وعرام” و”وانواودار” وكلب “انكادي” و”فركنية في امناحر لبتان” و”ولاتة” وغير ذلك من معالم المنطقة الجميلة والرائعة.
أكدت في كلمتها المرتحلة أنها تأثرت بفناني المنطقة من أمثال سيد أحمد البكاي ولد عو وأسرة أهل أباشا إضافة إلى أهل أحمد زيدان وأهل نفرو واهل أكتمار وأهل دندني.
وبينت أن أرضا أنجبت لخذيرة بنت أحمد زيدان ومنت عوه جديرة بتقدير المرأة واحترامها وبوضعها فوق الرؤوس تكريما وتبجيلا.
وأضافت رئيسة المرصد إن تقدير المرأة في القرن الواحد والعشرين يقتضي تعليمها وتشغيلها وتوظيفها وإشركها في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي مظهرة أن الغناء على النساء في أيامنا هذه لا يعدو المسخرة بأشنع صورها
ودعت في ختام كلمتها الرجال إلى المطالبة بإنصاف المرأة والحرص على مشاركتها في بناء الوطن كما دعتهم إلى الابتعاد عن الصور النمطية التي لا تبني ولكنها تهدم وخاطبت الحاضرين بأيكم يحب لابنته التأخر عن الركب لتسبح في غيابات الجهل والتخلف.
وخلصت إلى توجيه وصية إلى النساء بشأن التضامن فيما بينهن للوقوف في وجه الإقصاء والتهميش والفقر وشكرت الحاضرين على حسن الإصغاء والاستماع.