سنتعقب كل عصابة عزيز */ سيدي علي بلعمش
بكل حقد و احتقار و ازدراء بأي ردّة فعل من المجتمع، دمَّرَ اللص ولد عبد العزيز و جماعته الضيقة ، هذا البلد المستباح: نهبوا ثرواته ، سحقوا إدارته، أهانوا أهله، أذلوا كرامه، دمروا قيمه ، مزقوا لحمته و عملوا كل ما بوسعهم لتحويل جيشه و أمنه إلى مليشيات متناحرة..
كل ما ألحق ولد عبد العزيز بهذا البلد من فساد و دمار ، كان عمل فريق منتقى، يعمل على مخطط دقيق و يتوزع المهام و الأدوار، عن طريق خلايا منظمة ، في حل من أي عقوبة أو مساءلة ، معفية من الضرائب و الجمركة و المحاسبة، تتمتع بكل الامتيازات ، لا يستطيع اعتراض أي منها غير ناقص فهم ، يجهل حقيقة ما يحدث في البلد واستعداد “القضاء” المهجَّن لتوريطه في قصة ظلم تتبجح بتجاوزاتها القانونية..
من يفصل ولد عبد العزيز اليوم عن خلاياه المنظمة و أولها دائرة أسرته الضيقة المتمرغة في الفساد و الإجرام و احتقار المجتمع و دائرة التجار المحيطة به التي كانت تتولى عملية نهب ثروة البلد و تحويلها إلى حسابات في الخارج و مجموعة “الإداريين” و الصيارفة التي تولت تبرير نهب خيرات البلد و سهلت عمليات تحويلها إلى الخارج و تبييضها في الداخل .
من يفصل عزيز عن هذه المافيا المكشوفة بفعل ترابط المجتمع و جهل المعنيين و استهتار من أوصلهم الغرور إلى الاعتقاد بخلود عزيز في الحكم (و لو بشكل أو بآخر)…
من يفصل عزيز عن هذه المافيا التي أوصله الغباء إلى تحدي أي كان أن يثبت أكله للمال العام ، اعتمادا على العمليات التي كان يديرها بالتفاصيل بأسماء هؤلاء و بأسماء مؤسساتهم المعروفة و الوهمية و جوازات سفرهم الدبلوماسية و خطوط الائتمان الوهمية و الإعفاءات الاستثنائية و الامتيازات الخاصة المفتوحة..
من يفصل عزيز عن مافياه التي بدد ثروات البلد و أساء إلى سمعته عن طريقها، يحتقر شعبنا هو الآخر و يخون أمانة من انتخبوه و يجعل نفسه محل كل شك و كل شبهة من قبل الجميع ..
من هو افيل ولد اللهاه؟
من هو ولد أبوه ؟
من هي تكيبر ؟
من هو الصحراوي؟
من هي أسماء؟
من هو ولد امصبوع؟
من هو زعيم شلخة لحمير ولد أجاي ؟
من هو زين العابدين؟
من هو السلحفاة أمربيه ربو؟
من هو ولد أوداعَ؟
من هو سيدي ولد أتاه؟
كيف نكون بلدا محترما و كل نخبتنا السياسية و الإدارية المتحكمة في تسيير البلد تنفذ أوامر هذه الحثالة المتمرغة في الجهل و التخلف و الحقارة؟
حين تتذكرون من كان هؤلاء قبل عزيز و اللائحة تطول و تسوء بالتدريج حتى تصل مجنونة عزيز و بنَّه و زيدان ، لا بد أن تتذكروا – و هم يجوبون اليوم عواصم العالم و عوالم المال و الأعمال – من دون تعاميم و يعبرون مطار نواكشوط ذهابا و إيابا من دون مساءلة ، أننا نتعرض لعملية تشويه حقائق ، لا يمكن وصف فريق الجراحة المشرف عليها بالبراءة!!!
فما حقيقة ما يحدث في هذا البلد؟
ا،
تم شراء بلوكات و منشآت الدولة (المدارس، الملعب الأولمبي، مدرسة الشرطة، مقر الموسيقى العسكرية …)، بعشرات المليارات الوهمية و بأسماء أشخاص هم كانوا جسر عبورها إلى أملاك الأسرة، أليس من حقنا أن نسأل أين الضرائب التي كانت تدفعها هذه الأسماء التي تستثمر بالمليارات في مثل هذه العقارات؟
لو تم إلزام هؤلاء بدفع ضرائب على حجم هذه المبالغ طيلة العشرية و الكشف عن مصادرها، لظهرت حتما كل الحقائق !!
على من يتولون التحقيق في هذه الملفات أن يتجاوزوا الأسئلة المباشرة إلى مرحلة الاستنتاجات العقلية ..
لم نستطع حتى الآن أن نفهم كيف تم الحجز على “ممتلكات” عزيز (كما تقولون) و نحن نرى قصره و قلعة تَمَنُّعِه بكل أسرارها الغريبة ، خارج هذا الحجز الموهوم!؟
لم نستطع أن نفهم حجز ممتلكاته و هو يصرف على كتيبة من المحامين و جيش من الصحافة و المدونين و ذباب المقاهي و قطيع من أحزاب الارتزاق المعلن؟
لم نستطع أن نفهم متابعة ممتلكاته و أجهزة الدولة تغمض العين عن عقارات تكيبر بنت ماء العينين و مريم بنت أحمد في المغرب و تركيا و دبي و فرنسا و إسبانيا و بريطانيا و أمريكا.
فهل نحن أمام ماكينة بحث عن الحقائق أو جهاز تضليل للعب على عقولنا؟
لماذا تصر الدولة حتى الحين، على إخفاء أسرار جريمة “أطويله” ؟
لماذا تتعتم حتى الحين ، على فضيحة بيع السنوسي؟
ما حقيقة أموال القذافي؟
لماذا تتمسك السلطة بكومبا با و الناها بنت مكناس؟
لماذا يتم تعويم محاضر جريمة البنك المركزي؟
لماذا تعنت السلطة و رفضها فتح تحقيق في قضية الشيخ الرضا؟
لماذا تسكت السلطة عن أزيد من عشر سنين من الإعفاءات و الامتيازات لأهل غدة دون أي وجه حق ؟
هل تحاول السلطات تقليم أظافر عزيز أو تعليمَ أماكن الضعف في ذاكرة الشعب؟
على من يحاولون تبديد آمالنا في محاكمة جرائم عزيز أو الوقوف دون بعضها أو بعض من شاركوه في تنفيذها، أن يتأكدوا أننا سنحولها إلى تهم رسمية ضدهم ، لا تقف دون خيانة الأمانة و التآمر على مصلحة الوطن و أمنه و سمعته..
و بكم أو من دونكم، ستحاكم كل جماعة ولد عبد العزيز حتى آخر فلس في جوف ميت ، حتى يفهم كل من يأتي بعده أنه يفتح على نفسه كل أبواب الجحيم إذا فكر يوما في السير لحظة على خطاه..
لقد كنّا نقول مثل هذا الكلام لولد عبد العزيز و هو متربع على كرسي الحكم و كان الجميع يصفنا حينها بالهذيان و تمني المستحيل .
و ها نحن اليوم نحذر من لم يتورطوا بعد (تجارا و موظفين و سياسيين)، بالابتعاد عن المال العام و الاعتقاد الغبي بأن هناك من يستطيع أن يحميهم من المحاسبة ..
و على من لم يفهموا بعد أن الزمن تغير أن يجربوا ؛ فلكل زمن أغبياؤه