المدون أحمدا ولد محمد الصغير ولد بوكسه يكتب عن الوالد أحمد ولد اعمر عبدي
مع بداية كل موسم إنتخابي جديد تبدأ الهجرة نحو المعاقل والمخازن الإنتخابية ممثلة فى الكتل والتجمعات السكانية فى الأرياف والحضر بغية استعطافها والإلتفاف على مصالحها تحقيقا لمصلحة شخصية ضيقة !
فيعود مخدر الوعود لمن دمنوه وشراء الذمم لمن ألفوا بيعها فيتمايز القوم يومئذ بين ناكث للعهد ناكص على عقبيه وبين مقيم ينفع الناس ويمكث فى الأرض فلايجد القوم سواه حين تنجلي غمامة الصيف السياسية ويعود كل من حيث أتى .
فمن للمكلوم وصاحب الحاجة وطالب العلم إذا غادر أهل الساسة المكان وتركوا خلفهم أكواما من الوعود الزائفة من لهم بعد الله سوى سراة القوم وأصحاب الفضل ذوي الأيادي البيضاء الذين يتألمون لحال مجتمعهم ويسعون لتغييره من خالص مالهم لايريدون جزاءا ولاشكورا..
ومن بين هؤلاء الرجال الوجيه وصاحب العلم الوفير المنفق فى سبيل الله ؛ الصّادح بالحق الذي لايخشى فى الله لومة لائم الوالد أحمد ولد أعمر عبدي عرفته منذ عقدين ونيّف من الزمان فكان قبلة لصاحب الحاجة يطعم الطعام ويرأف بالسقيم وعوناً لطالب العلم الغريب فى وقت سُدّت فيه بيوتات انواكشوط أمام كل هؤلاء تماشيا مع موجة المدنية الرائجة مطلع الألفية باستحداث مهنة البواب !
ولكأني به اليوم كمالأمس جالسا فى سُرادق منصوب ببهوِ منزله العامر يمازح الصغير قبل الكبير وينثر من نوادر العرب وحكاياهم حتى يشك الزائر الجديد أن هذا هو صاحب البيت لفرط تواضعه ولينه بيد الناس جميعا رغم اختلاف منابعهم ووجهاتهم وحاجاتهم ..
ولكأن لمغني قصده حين قال :
وصف أحمد سالم گال حد
عنو شافُ باخلافُ
وصف أحمد سالم مايگد
حدْ اگول انو شافُ !
هذا هو أحمد ولد أعمر عبدي الرجل العابد الزاهد الصالح الذي شاهدته غير مرة ينام ثلث الليل ويقوم ثلثه ويوقظ أهل بيته الشطر الأخير منه فلاتسمع حينها سوى قرآن يتلى بصوت صبية هم أبناؤه وصلواةٌ منه وتبتلٌ ودعاء !
فى موجة الزحام هذه سعدت كثيرا بخبر نُمي إلى مسامعي أن أهل الحل والعقد اتفقوا “وما أصعب أن يتفق أهل تگانت “على ترشيحه نائبا فى الجمعية الوطنية ممثلا وحاملا لهمومهم ومشاكلهم ولإن صح ذلك فقد أصاب القوم ووضعوا الثقة فى مكانها كيف لا والرجل يشهد له بنظافة الكف أيام كان ضابطا دركيا مسؤلا عن تأمين ميناء الصداقة المستقل وحين وقف فى وجه رشوة التجار مقابل امتيازات غير قانونية يحصلون عليها داخل الميناء تمت إقالته على وجه السرعة أيام حكم ول الطايع بحجة أنه عُيّن ليستفيد فلم يستفد فعليه ترك مكانه لشخص آخر ليستفيد وأي إفادة !؟
قد علم أحمد أن ماعند الله خير وأبقى وأن ماعنده لاينال بمعصيته
ومع يقيني بزهده في المناصب وهو الذي أفنى حياته فى تنصيب نفسه خادما للجميع وناصحا ومحبا لهم فلقد وددت لو رد أهل تگانت بعضا من جميله تجاههم ولم ينخدعوا لباعة الوهم ولو لمرة واحدة ذلك أن مشاكلهم ستطرح دون مقدمات ولاقوالب جامدة ستطرح باصريكيك الحقيقة وبكلام أهل الحجرة
فالله الله فى أنفسكم ومجتمعكم ولا تكونو وإياه كما قال الشاعر :
لا ألفينك بعد الموت تندبني ٠٠ وفى حياتي ما زودتني زادي !
سلام على تگانت وراسياتها.. سلام أعلامها.. وعلى طودها الأشم ألف سلام .. سلام على أحمد ولد أعمر عبدي
حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية إنه ولي ذلك والقادر عليه