وسائل إعلام: أوكرانيا قتلت المفاوض دينيس كيرييف ومشت في جنازته
صرح رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف بأن أفرادا من جهاز الأمن الأوكراني هم من قتلوا عضو وفد المفاوضات الأوكرانية الروسية، دينيس كيرييف.
جاء ذلك خلال تعليق لبودانوف، في راديو “سفوبودا”، على تحقيق صحفي لصحيفة “وول ستريت جورنال” نشر الأسبوع الماضي، حيث قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية: “إن الموظف لدى جهاز الأمن الأوكراني، وأحد أعضاء الوفد في المفاوضات مع روسيا، دينيس كيرييف، كان مكلفا بإطالة عملية التفاوض من أجل كسب الوقت للجيش الأوكراني”، وأكد بودانوف أن كيرييف قتل على يد أفراد من جهاز الأمن الأوكراني في عهد الرئيس السابق لجهاز الأمن العام والصديق الشخصي للرئيس فلاديمير زيلينسكي، إيفان باكانوف، وبحسب الرئيس الحالي للمخابرات العسكرية بودانوف، فقد تم الاغتيال حتى لا يتمكن المفاوض من إطالة أمد عملية التفاوض.
وتابع: “إن المهمة الرئيسية التي حددناها له كانت إطالة عملية التفاوض من أجل كسب الوقت، نظرا لأن السيد كيرييف كان يعرف شخصين من المفاوضين الروس”، مشيرا إلى أنه يعبّر عن “رأيه الشخصي تماما”، ومؤكدا على أن “من فعل ذلك كان يتعمد منعنا من التدخل في لعبة شخص آخر، وعدم إطالة أمد التفاوض، للسماح لقواتنا المسلحة باتخاذ إجراءات معينة لصد العدو”، وفي رأيه فإن هناك “أشخاصا في كييف لا يريدون حقا أن تنتصر أوكرانيا”.
وأضاف رئيس المخابرات العسكرية بأنه يعرف السيد كيرييف شخصيا منذ عام 2009، وقد عمل لسنوات عدة مع قادة مخابرات سابقين، دون أن يؤكد بودانوف التقارير الإعلامية التي تفيد بأن كيرييف كان على علاقة ودية مع السيد باكانوف، الذي تم فصله من منصبه كرئيس لجهاز الأمن العام في يوليو.
وقال بودانوف إن حقيقة مقتل كيرييف في سيارة تابعة لجهاز الأمن الأوكراني قد تم تسجيلها في التحقيقات، ووفقا له، ففي يوم مقتله، كان ضابط المخابرات متوجها إلى وحدة إدارة الأمن بناء على دعوة من هذا القسم، وتم اعتراضه على بعد 200 متر من وجهته، وألقيت جثته غير بعيد عن المكان الذي توجد به وحدة إدارة الأمن.
وعمّا إذا كان بودانوف يعتقد بأن وحدات الأمن التابعة لجهاز الأمن العام الأوكراني هي من قتلت دينيس كيرييف، أجاب رئيس المخابرات العسكرية بالإيجاب، إلا أنه لم يرد عما إذا كان فصل رئيس الجهاز إيفان باكانوف مرتبط بمقتل دينيس كيرييف.
وقد قتل دينيس كيرييف في 5 مارس 2022 في كييف، عندما كانت عملية التفاوض مع موسكو ما زالت جارية، فيما ظهرت معلومات في وسائل الإعلام الأوكرانية على الفور بأن المفاوض “عميل روسي”، إلا أن المخابرات العسكرية الأوكرانية ومكتب الرئيس الأوكراني نفوا ذلك. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في يناير الجاري، أنه قتل على أيدي ضباط جهاز الأمن العام الأوكراني، وبحسب السيد بودانوف، فإنه لدينيس كيرييف يعود الفضل في “التصدي للهجوم الروسي على كييف”.
من جانبه قال ميخائيل بودولياك، مستشار مكتب الرئيس الأوكراني إن مقتل كيرييف لا علاقة له بعمل وفد التفاوض، وبحسبه، فقد حدثت الجريمة بسبب “عدم وجود تنسيق موحد بين الأجهزة الأمنية”.
وكانت الإدارة الرئيسية للاستخبارات الأوكرانية قد زعمت، 5 مارس الماضي، في بيان صحفي لها بأن كيرييف “قتل أثناء تأدية مهمة خاصة”، ثم أصدر الرئيس الأوكراني زيلينسكي، في وقت لاحق، مرسوما بمنح كيرييف وسام “بوغدان خميلنيتسكي” بعد وفاته، تقديرا لمساهمته المميزة في “حماية سيادة الدولة”، وبعد بضعة أيام تم دفنه مع مرتبة الشرف العسكرية في مقبرة بايكوف بكييف.
وقد قتل كيرييف، المصرفي ورجل الأعمال الأوكراني، في عمر 45 عاما، وكان قد بدأ حياته المهنية موظفا في البنوك المحلية، وفروع البنوك العالمية في كييف بداية الألفية الجديدة، وبحسب مصادر “وول ستريت جورنال”، فإن اهتمامه بالعمل مع أجهزة الاستخبارات بدأ في 2003، بعد تعيين أحد أقاربه نائبا لرئيس جهاز الأمن الأوكراني.
وقد طلب جهاز الاستخبارات الأوكراني من كيرييف المشاركة في جولة المفاوضات الأولى مع موسكو التي انطلقت في 28 فبراير، فيما راهنوا على أن اتصالاته مع عدد من أعضاء الوفد الروسي ستسهل عملية “طلب هدنة إنسانية تستغلها كييف لترتيب أمورها”.
وعشية جولة المفاوضات الثانية تلقى كيرييف مكالمة من مكتب رئيس مكافحة التجسس، ألكسندر بوكلاد، طلب فيها مقابلته، ولم تكشف “وول ستريت جورنال” سبب عدم انعقاد اللقاء، لكنها قالت أن كيرييف كان يتوقع أن تحاول أجهزة مكافحة التجسس احتجازه.