الدكتور إسحاق الكنتي سيارة أحمد مصطفى..
حين تسير على الطريق العام تتاح لك فرصة اللقاء بآخرين، والاستمتاع بالمناظر على جنبات الطريق إن كانت مما يمتع، وكنت سليم الذائقة.. تسير على الطريق عربات مختلفة الأشكال، والموديلات؛ فمنها الجديد الفاخر، والقديم المتهالك، ومنها وسط بين ذلك… ستختار وفقا لأجندتك ما يثير انتباهك. إن كنت مسافرا يحل له القصر ستشغلك أذكار السفر، والحديث مع الرفقة إن كنت راكبا، وإن كنت سائقا فمشاغلك أكثر. أما إن كنت رئيس تحرير “الأخبار” أرهقك دق الناقوس، وآلمتك حصيلة “صيد النساء” رغم بذل الصبايا وخطب الشيوخ، وشتت ذهنك تنازع الإخوان حول “البيان”، فستركب سيارتك للخروج من فوضى الحزب وغموض التنظيم وشاغلك “تغطية” تصرف الأنظار عن حزب متهافت إلى سيارة متهالكة، والشبيه يذكر بشبيهه.
ولم يكن من الصدف أن يثير انتهابك “من في قمرة القيادة”؛ فمنذ الإطاحة بجميل “في عرس ديمقراطي” وقيادة الحزب تعاني تمردا يشترك فيه الجنوب والشمال، ونزوحا ينزف بالراشدين والسفهاء. وكنت محقا في التحذير من “السرعة المفرطة” في الانتقال من النصح إلى النطح، ومن التهدئة إلى التصعيد. وكنت ميكانيكي الحزب الحصيف حين لاحظت “تآكل المركب دون صيانة”. لكنك آثرت حظ نفسك دون مراعاة لظروف الحزب؛ فالصيانة تتطلب أموالا وقد جف ضرع الأدوية، وذبل زرع الجمعيات الخيرية حتى امتدت الأيدي إلى الصدقات!!!
ربما كان كل هذا تأويلا بعيدا، والأمر أقرب مأخذ من ذلك.. سيارة أحمد مصطفى صحبته حتى ملها، وكر الجديدين أعلها فأراد عرضها على أهل المروءة علها تأت بخير منها أو مثلها… أما ما أٌلجئ إليه من التورية والتعمية فله فيه سلف على هذا الفضاء الأزرق المليء بالحفر والمطبات وأصحاب الفضل والمكرمات…