السفير السابق حمود يكتب: محمد غالي ولد البو ولد عبدي ولد اجيد جبل من أعلى جبالنا تدكدك

كتب سعادة السفير السابق حمود ولد عبدي تعزية خاصة عن الرجل الشهم محمد غالي ولد البو ولد عبدي ولد أجيد تدوينة رائعة سرد خلالها مختطفات من حياة الرجل وتاريخه الحافل بالعطاء والتميز جاءت على النحو التالي:

محمد غالي ولد البو ولد عبدي ولد اجيد جبل من أعلى جبالنا تدكدك…
مثال، من أسمى مثل النبل والعزة والشموخ والكرامة والأنفة ،في ثغرنا العروبي النائي يذكرنا،بغيابه،عن دنيتنا الفانية ،بأقاصيص لم نفتأ نسمعها تروى وتشنّف الآذان:فيها،من الكرم مثلما يحكى، عن الطائي الشهير ؛ومن الشجاعة،مالايقلّ،عمّأ دونه أسمر عبس المغوار،في ذهبياته الخالدة ؛ ومن الكبرياء والشهامة مالم يصل،إليه، في فخرياته،مالئ الدنيا وشاغل الناس، كما خلّد تعريفه ابن رشيق…

قيم ورثها الراحل،متسلسلة،إلى أحد ثَانِيّ إثْنَيْنِ إذْ هُمَا في الغَار،في ملإ لم يبالغ الشيخ سيدي محمد ابن الشيخ سيدي المختار الكنتي وخليفته المبدع،حين قال عنه،في رسالته المنسوبة،لذلك المسمّى المرسلة، اليه،بعنوان :
“مبرّدة الغليل وشافية الغلّ “:((إنه أرومة النسب القرشي البكري وأهل الحل والعقد والثبات،على الشرع…))…

كنت،كغيري،قد تابعت نوادر الرجل ومساره غير العادي، من قائد مجتمعي آل، اليه،أمرفصيله،بعد والده العظيم،ثمّ الإداري المتمرس والديبلوماسي المثير للانتباه ، ولكنّ مشكلة، مع الطلاب،في دائرته، كسفير،للبلاد،بموسكو، وقتها ،عاصمة الاتحاد السوفيتي السابق،في بداية الثمانينيات،من القرن الفارط،وكنت،يومئذ، رئيسا، للاتحاد الوطني للطلاب والمتدربين الموريتانيين(UNESM)،جمعتني،دون سابق إنذار، مع الرجل الاسطورة!!
لقد بادر الوزير المكلف،بالتعليم العالي، يومها،المرحوم:يحي ولد منكوس،نشدانا لنزع فتيل خلاف استفحل لحد احتلال الطلاب، لمكاتب الممثلية الوطنية، عشية سفرصاحب السعادة،إلى هناك،إلى جمع الخصمين،على مائدة واحدة..وبقدرة قادر، لم تدم الخصومة، حين تنازل، لنا السفير،معلنا “أنه،من ذلك الوقت فصاعدا، سيكون ممثل رئيس الطلاب الذي هو كفؤه الوحيد وليس سي زين العابدين ومن معه،من الطلاب غير ((المتكنتيين)) أمثالي !!”على حد تعبير الفقيد …وبدات علاقة حميمية،تتالت حلقاتها، في موسكو ،بالسكن الحكومي الموريتاني الذي فتحه الشهم المضياف،امام مواطنيه،حتى لا يعانوا وهم يحتجون،عليه،من برد عشرات تحت الصفر،في ذلك الصقيع ؛وفي نواكشوط، مرات عديدة؛وفي بيته العامر،بجكني:موطن رفعته وتطاوله الأكثر،من مبرر…واتسع ذلك الود وذلك التواصل،ليشمل إخوة العزيز والعديد، من أفراد أسرته الكريمة الماجدة وخاصة وزير الدفاع والسفير الأسبق:عبدالله ولد عبدي الذي شاءت الصدف السعيدة أن يكون جاري ذا الجنب،تلك السنوات..
فلترحم،اللهم، صديقي النادر المحامد والشمائل ولتخلده،في الفردوس الأعلى من الجنة..
وخالص التعازي وكامل المواساة لأهلنا الكرام وللأهالي جميعهم، في جيكني وفي عموم الحوضين وكامل موريتانيا وفي كل مكان، حيث يوجد من يعرف الراحل أو يمت له،بأية صلة.
ولله ما اخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بمقدار. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى