شخصيات نوعية خسرها البرلمان والأغلبية (تدوينة)

كنت أتوقع أن يصعد الدكتور المميز محمد فال أحمد طالبنا للبرلمان بغض النظر عن الحزب الذي ترشح منه ؛ فقد كنت أنتظر إطلالته من البرلمان حاملا معه كل ذلك الزخم المعرفي المتنور .

كنت أعول على خلفية الرجل بكل سحر ماخلف كلماته من ألق تكانت وحواضرها الحاضنة لهوية الوطن كل الوطن.
لكن تذكرت أن اشتراط العلم والمعرفة قد أسقطته كل الأحزاب والداخلية معا من توافقاتهم بدعوى فتح التمثيل النيابي والجهوي والبلدي لكل الطبقات الأمية أبدجيا وسياسيا ؛ من باب _العدالة والمساواة_متنساسين أن المساواة قد تكون نقيض العدالة ونقيض الإنصاف.

الدكتور ولد طالبنا لم يتم انتخابه نائبا ؛ لكن ذلك لا ينقص شيئا من مكانته النيابية عن الوطن كله ؛ فهو ككوكبة من نخب الوطن الواعية هم نواب الشعب الأصدق نصحا للرئيس وولاء والأعمق وطنية ورؤية ثاقبة.

والعجيب أننا نسقط معيار العلم والمعرفة من شروط انتخاب برلمان مهمته التشريع وتشكيل لجان اقتصادية وقانونية ومالية تراجع الميزانيات وتشكل لجان تحقيق تحيل الرؤساء والوزراء للقضاء ولجانا تقترح وتراجع القوانين التي تحمي سيادة البلاد ومصالح الشعب الموريتاني.

ولعل من الخسارة المؤلمة أن يخسر البرلمان وتخسر الأغلبية قامة وطنية أخرى وهبت كل جهدها المادي والمعنوي لمرضى السرطان وللمهمشين والمتروكين على قارعة البؤس في بلدنا إنه رجل الأعمال العصامي المنفق دون حدود النائب الأسبق عن مقاطعة قرو ورئيس جمعية إيثار السيد سلام ولد عبدالله .

صحيح أن ترشحه جاء في وقت حرج فهو لم يحشد انتخابيا ولم يعمل بكل طاقته وطاقة أنصاره في تنظيم حملة طويلة الأمد كما فعل الجميع ؛ لكنه كان يستحق أصوات الشرفاء الوطنيين ليكون خير ممثل لهموم المستضعفين لكنها موريتانيا التي لم ينضج فيها الوعي الانتخابي بعد .

السيد سلام ولد عبد الله هو أيضا لايحتاج تزكية سيني ولا الداخلية ولا حزب الإنصاف ؛ فشواهد عمله الوطني ماثلة للعيان.

وغير بعيد نجد سيدة موريتانية تمثل نموذج المرأة الموريتانية المثالية بماجمعت من علم المحظرة الاصيلة وعلوم العصر ؛ يخسرها البرلمان ببساطة !

إنها المهندسة آمنه بنت المسلم ولد الشريف ؛ سيدة تجيد أكثر من لغة وتتبوأ المقدمة في حملة الشهادات العاليا بامتياز .

لكنه نفس المعيار الذي خسرنا به نخبا عالمة لصالح إنصاف الأمية وانعدام الوعي.

لن تحتاج المهندسة آمنه لأصواتكم كتزكية لها فهي مزكاة أصلا وفرعا ومقاما علميا رصينا
فأين يمضي مسار شعب يزهد في أخياره ويصنع من أشراره جزء من الواجهة !

المستشار عبد الله ولد بونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى