تنظيم يوم مدرسي لحقوق الإنسان في نواكشوط الجنوبية
نظمت مفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني بالتعاون مع وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي اليوم الخميس في ولاية نواكشوط الجنوبية، يوما مدرسيا لحقوق الإنسان، تحت شعار “لنجعل من المدرسة الجمهورية منطقنا لنبذ خطاب الكراهية”.
وأوضح معالي وزير التهذيب الوطني السيد المختار ولد داهي، في كلمة له بالمناسبة، أن هذا اللقاء تجسيد لاتفاق سنوي بين الوزارة ومفوضية حقوق الإنسان والعمل الانساني والعلاقات مع المجتمع المدني، يتضمن تقديم درس نموذجي مرتين في العام الدراسي لفائدة تلاميذ السنتين الخامسة والسادسة ابتدائي في موضوع حقوق الإنسان ونبذ الكراهية، مبرزا أن القطاعان المعنيان سيسهران على انتظام هذا اللقاء وشرح مضمونه للتلاميذ وإشاعته بكثافة عامة لتحصين التلاميذ من غاويات وشياطين التفرقة والكراهية والبغضاء.
وأشار إلى أن وزارة التهذيب الوطني منذ بداية العام الدراسي قامت بالعديد من الأنشطة في المؤسسات التعليمية للفت الانتباه للتحسن الحاصل في المباني المدرسية، وتقدير الطواقم التربوية التي هي عماد التعليم.
وأشاد بدور الكادر البشري الذي يقوم بجهود معتبرة من أجل الرفع من مستوى العطاء التعليمي وتحقيق المدرسة للأهداف المتوخاة منها، مبينا أن موريتانيا حققت خلال الأعوام الأخيرة تقدما ملحوظا في مؤشرات احترام حقوق الإنسان بكل أبعادها.
وذكّر بمختلف البرامج التي قام بها القطاع خلال السنوات الأخيرة ذات الصلة بتثمين المشترك والتعريف بالآخر والاعتزاز بالتنوع ودحض دعوات جاهليات العنصرية والكراهية وذلك تحصينا للنشء الموريتاني ضد أمراض القلوب والتقليد الأعمى للغير.
وقال إن القطاع قد استحدث هذا العام رزمة من البرامج من شأنها مزيد تيسير حق التلاميذ كافة، وخصوصا التلاميذ الذين هم أقل حظا في التعليم، منها إرساء برنامج “الامتياز الجمهوري” والذي مكن من ولوج ما يزيد على 70 تلميذا ذووهم مسجلون بالسجل الاجتماعي “لتآزر” بثانوية الامتياز، حيث صمم لهم برنامج تعليمي مكثف أثبت التقييم المرحلي الأولي قابليتهم للتجاوز بمعدلات الامتياز واللحاق بأترابهم.
وبين أنه من برامج القطاع المستحدثة التي تتقاطع مع مقاصد حقوق الإنسان “برنامج جسور” الذي يسعى إلى توفير دروس تقوية لفائدة السنوات الختامية – الإشهادية – خصوصا بالولايات الأقل نسب نجاح بهدف رفعها.
ومن جانبه بين مفوض حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني، السيد الشيخ أحمدو ولد أحمد سالم ولد سيدي، أن الأطفال هم جيل المستقبل الواعد، المولود على الفطرة الإسلامية، والمبني على أسس حقوقية وقانونية ومدنية صلبة.
وأضاف أن الجميع يعيش في عهد أصبحت وسائل التعبير فيه كثيرة وسريعة، لذلك أصبح خطاب الكراهية أخطر، لسرعة انتشاره عبر الصور والرسوم، والرموز والصوتيات ما يجعل المدرسة الجمهورية أهم مرحلة يتسلح فيها التلاميذ لتفادي الصدام، ولترسيخ التسامح وتعميق ثقافة قبول الآخر، وتعزيز مبدأ الحوار البناء والمثمر والإيجابي، خدمة للوحدة الوطنية.
وأشار إلى أن المفوضية والتلاميذ سيعملون على تلبية نداء رئيس الجمهورية، فالحقوق مصونة بقوة القانون، ولن يترتب حق أو واجب على أي انتماء إلا الانتماء الوطني”، كما عبر عنه فخامة الرئيس.
وذكر أنهم أمام قرار كبير يجعل من المدرسة الجمهورية نقطة انطلاق البناء الحقوقي الشامخ الهادف إلى ترسيخ قيم حقوق الإنسان في عقول الأطفال، من خلال تلقينهم مبادئ المساواة والإنصاف وحق الاختلاف والتحابب والمؤاخاة، ومن خلال اطلاعهم على القوانين ذات الصلة، وتثقيفهم ثقافة حقوقية تنطلق معهم في بدايات حياتهم، ليكبروا وهم مسلحون بمعاني ومضامين وروح المواطنة، مع ما يلزم من حفظ وفهم القوانين الوطنية والدولية، والاطلاع على أهداف الآليات والهيئات الوطنية المكلفة بحقوق الإنسان.
ومن جانبه أوضح عمدة بلدية الرياض السيد عبد الله محمدو ادريس، أهمية هذه التظاهرة في توعية المجتمع والقضاء على المشاكل والمعضلات التي تواجه التعليم، مثمنا ما تقوم به الوزارة للرفع من أداء المنظومة التربوية بوصفها أهم ركيزة في التكوين وتأطير الأجيال نحو مستقبل أفضل يجد فيه الطالب كل ما يحتاجه من توجيه وتعليم.
وبدور أبرز رئيس الاتحادية الوطنية لرابطات آباء التلاميذ، السيد أحمد ولد اسغير، العمل المقام به في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية وخصوصا في مجال إصلاح التعليم.
جرى افتتاح الحفل بحضور والي نواكشوط الجنوبية والأمين العام للوزارة وحاكم مقاطعة الرياض وعدد من أطر قطاع التهذيب والمفوضية وممثلي المصالح الإدارية والأمنية.