الإنسانية المضللة .. حادثة “ريان” / سيدي ولد محمد فال
التهاوي السحيق لتوظيف التواصل الاجتماعي والاستغلال العالمي الخبيث للفضاء الإعلامي، مؤامرة كونية، لا نعرف بالتحديد مهندسيها؛ لكنهم بلا شك أعداء الله والإنسانية على وجه الأرض..
منظمات ومؤسسات دولية حكومية وغير حكومية، ودول عظمى وأخرى تابعة لها، ودول متخلفة وشعوب فاقدة الوعي، كلها تساق كالقطيع نحو أي مسرحية دون حتى الاحتكام إلى العقل والمنطق، أو مراعاة الوقت ومحاذرة الضياع، دون أي وازع قيمي أو واقعي .. الإنسانية المضللة تتهاوي في قاعة ظلامي وكأنه لا عقل ولا نور !
الأخطر أن مسرحيات الإنسانية المضللة، لا ترعاها وتروجها لها، مخازن الدول والأنظمة في العالم، فحسب، بل وأيضا محافل الماسون، ومعابد مشايخ الدين ومجاميعهم، وشركات رجال العمال، وقنواتهم وتجار السلاح والهروين، كل أباطرة هذا العالم الألعوبة؛ لديهم دور محكم يتباهون به في مسرحية الإنسانية المضللة!
العرب والمسلمون جميعا، وكل شعوب العالم، تحصدها الحروب الموجهة والمؤامرات والكوارث، وخصوصا في الوطن العربي، حيث تغتصب الأرض بالاستيطان الصهيوني والاستعمار الغربي والشرقي والاحتلال من “إسرائيل” وداعميها في الغرب الصهيوني، وايران الصفوية وتركيا الطورانية بزعامتها وحلفها الصهيوني والناتو،
قوى الاستعمار والاحتلال والتخريب والدمار، كم قتلت من أطفال ونساء ورجال، بدم بارد، وكم خربت من قرى ومدن ومنشئات، وكم حرقت من أرض، وافسدت… !؟
في فلسطين في العراق في لبنان وفي اليمن في المغرب العربي والمشرق العربي، كم من طفل قتل بقذيفة أو ذبحا عمدا، وفي صمت تام من ضمائر الاستحمار في هذه الإنسانية المضللة!
حادثة، سقوط الطفل المغربي ريان في بئر وفاته، هي مجرد حادثة من أحداث تحدث يوميا على وجه الأرض، وهي عرضية لأنها ليست نتيجة اعتداء أو احتلال أو قتل عمدا، فكم من شخص يموت بسبب لدغة حية أو اصطدام أو دهس بسيارة أو سقوط في حفرة … الخ،
إن هذه الإنسانية المضللة، التي لا تحس بقتل الأطفال والنساء من طرف الصهيونية والاحتلال ومشايخ الإرهاب الديني والأممي، هي إنسانية خبيثة، موجهة للتغطية على الجرائم الحقيقة، وتوجيه العقول التائهة نحو وعي أحول لا يرى الصورة الحقيقة لما يحاك لهذه الشعوب من خراب..
وتساق النخب السلطوية والدينية واللائكية المأفونة والمرتهنة والعميلة نحو هدف إسناد المؤامرة، وذلك من خلال، التأصيل الديني، لإسقاط التعاويذ والشعارات والنصوص الدينية على الواقعة، وإعمال الفتاوى الجاهزة لتكون سندا لتعميق الوعي المضلل لدى المسلمين وبني الإنسان على الأرض،
إنها لعبة، مكشوفة حدا، إذا فكرنا في واقع العالم من الاحتلال والحروب والنزاعات الأوبئة، وما تخلفه من ضحايا بالآلاف دون أن يحس هذا الضمير المشبوه بحاله!
إنها لعبة، تثير الفضول لينشغل بها، ملايين الفقراء المحرمين من ثروات أرضهم، يحصدهم الغلاء والجوع والأمراض والاوبئة،
إنها لعبة، تلف على مخططات القوى العظمى لتخريب مناطق عديدة في الأرض بالحروب، ومنها العرب وغرب إفريقيا عبر دعم مجاميع الإرهاب الديني والصراعات العرقية، وستكون الإنسانية الخبيثة المضللة مرتاحة لقتل ملايين “ريان” ذبحا وعمدا!
أيها، الإنسان، حاول أن تتعلم وتتنور، لتعود إلى إنسانيتك وليتط تستطيع..
ما تسمعه وتراها؛ هو حيوانية وبهيمية وشيطانية موجهة لتدميرك، باسم الإنسانية، وليست إلا إنسانية مضللة لخدمة الشيطان واتباعه