خاطرة بقلم: الاستاذ الحسن احمدسالم اميمين
جاء في موسوعة الإعلام : خرج غسان بن عباد احد ولاة المامون يوما من مجلسه فاتبعه بصره وقال : لا تزال الخلافة نضرة ما حضر مجلسنا مثل هذا ، ما اغتاب عندي أحدا قط ، ولا اعترض في كلام متكلم ، ولا التمس حاجة لنفسه، ولا وقفنا منه على كذب ولا جناية ، ولا سبقه لسانه بلفظ احتاج الى اعتذار .
ما احوجنا واحوج مجالسنا ومسؤولينا إلى هذ الصنف الفريد من الندماء ، وما أروع ان يكون مجالسو حكامنا من هذه الطبقة الراقية بحيث لا يتكلمون في احد بما يكره او يخدش من عرضه ، ولا يحابون أحدا في غيبة او حضور ولا يبخسونه مكانته امام الحضور ، فقد اعتدنا في مجالسنا (مجالس الكبار) ان نجعلوا منها وكرا وغابة للهمز واللمز والغمز والمس والنيل من الخصوم والحط من قدرهم والتتفيه من شأنهم وتقزيمهم ضحكة لذوى الشان والهاء لهم وتزلفا للحاكم ومحاباة له والتذلل بالنفاق حرصا على القرب منه ونيل ثقته ومرضاته طمعا في نيل فتات وعرض من الدنيا زائل .
فقد سئل الأحنف بن قيس التيمي التابعي حكيم العرب بم سدت ؟ فقال بثلاثة خصال لم أطلب لقاء حاكم الا ان يطلبني ولم ادخل بين اثنين الا اذا طلبوا مني ذلك ولم اذكر أحدا في غيبته بما يكره
ملكنا الله ازمتنا
الحسن أحمد سالم اميمين