نواكشوط: مركز “مبدأ” ينظم حوارا فكريا مع الكاتب المغربي حسن أوريد
نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية “مبدأ” مساء الخميس فعالية حوارية استضافت الكاتب والمفكر المغربي حسن أوريد، حيث تناول اللقاء مواضيع فكرية وثقافية متنوعة بحضور نخبة من الباحثين والمثقفين.
ركز أوريد في حديثه على قضايا الهوية، مشيرًا إلى إمكانية تحولها إلى وسيلة للصراع والانقسام، كما حدث في رواندا ولبنان. وأوضح كيف أصبحت مسألة الهوية بارزة في العالم العربي، مشددًا على ضرورة التعامل معها بواقعية وموضوعية، خاصة في ظل المتغيرات التي شهدها العالم بعد انهيار جدار برلين وعودة النقاش حول الهوية بقوة.
وأكد أوريد أن السعي للاعتراف بالهويات المختلفة يجب ألا يتعارض مع القواسم المشتركة أو يهدد الوحدة الوطنية. كما شدد على أهمية الفكر القائم على المعرفة الموضوعية، داعيًا إلى تجاوز الخلط بين المعتقدات الدينية والفكر العقلاني، وموضحًا أن تطور المجتمعات لا يتحقق إلا من خلال الاجتهاد الفكري الذي يستشرف المستقبل.
انتقد أوريد غياب الدور الفعّال للجامعات العربية في إنتاج الفكر، واقتصارها على نشر المعرفة، معتبرًا أن هذا القصور ساهم في اتساع الفجوة الفكرية، خصوصًا مع تضاؤل مساحات الحرية المخصصة للإبداع الفكري.
تناول الحوار أيضًا ظاهرة الشعبوية، مستعرضًا أمثلة على تأثيرها مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب، وهو ما عكس صعود التيارات اليمينية عالميًا.
وأبدى أوريد تحفظه على إصدار أحكام قاطعة بشأن مستقبل هذه الظاهرة، مستشهدًا بخصوصية السياق الأمريكي مع إعادة انتخاب ترامب.
كما تطرق النقاش إلى انعكاسات الشعبوية على العالم العربي، بالإضافة إلى التغيرات المرتقبة في النظام العربي الجديد، وتأثير الأحداث الكبرى مثل معركة “طوفان الأقصى”، وتحرير سوريا، والحرب الأوكرانية.
ولم يغفل الحوار الحديث عن دور المرابطين في الحفاظ على الأندلس، وأهمية مساهمة موريتانيا في صون الثقافة العربية.