في اللجوء الأوكراني.. 4 مواقف “تمييزية” ضد عرب وأفارقة
كشفت المعركة التي تدور رحاها عقب تدخل عسكري روسي بأوكرانيا منذ أسبوع، الوجه عن 4 مواقف “تمييزية”، أثارها غربيون، ضد عرب وأفارقة.
والمواقف التمييزية الأربعة، وفق رصد “الأناضول”، نالت منهم حقوقيا وإعلاميا وكرويا وقضائيا، بعبارات وقرارات عدتها دوائر وأصوات عربية وإفريقية وأممية “عنصرية وازدواجية معايير”، يجب أن تتوقف.
ورصدت “الأناضول” تلك المواقف بحسب مواقف رسمية وشعبية ووسائل إعلام عربية وغربية، وتفاعلات بمنصات التواصل، كالتالي:
أولا: “تمييز” في منح الحقوق
مقاطع فيديو متداولة بمنصة تويتر، وتقارير تقارير إعلامية وصحفية غربية وعربية، ورسوم كاريكاتيرية نقلت هذا الأسبوع شكاوى عرب منهم مغاربة وأفارقة من “عنصرية وتمييز” يواجهونها خلال العبور من حدود أوكرانيا لدول مجاورة لها، مع إعطاء أولوية لعبور الأوكرانيين.
وقال الاتحاد الإفريقي، في بيان، الإثنين، قال إن “التقارير التي تفيد باستهداف حق العبور للأفارقة من حدود أوكرانيا بمعاملة مختلفة غير مقبولة وتمثل عنصرية”.
وأكدت الجمعية المغربية لخريجي الجامعات (غير حكومية)، الثلاثاء، بمؤتمر صحفي، أن “العديد من الطلبة تعرضوا إلى التمييز العنصري والمنع من ركوب المواصلات باتجاه الحدود”.
ولم يكن “التمييز” في حق العبور، هو اللافت وحده، إذ كان على مستوى رسمي أيضا، إذ قال رئيس وزراء بلغاريا، كيريل بيتكوف، في تصريح متلفز الجمعة: “الأوكرانيون ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، سنرحب بهم، هؤلاء أوروبيون أذكياء ومتعلمون، ولا يملكون ماضياً، كأن يكونوا إرهابيين”.
ثانيا: “تمييز” إعلامي
ضجت منابر إعلام تخاطب الغرب، بهذا “التمييز” مثل:
– شارلي داغاتا، موفد شبكة “CBS” الأمريكية لأوكرانيا، قال الجمعة، بمداخلة إخبارية: “هذه (أوكرانيا) مدينة حضارية وأوروبية نسبيا وليست مكانًا مثل العراق أو أفغانستان”، قبل أن يعتذر لاحقا.
– الصحفي فيليب كوربيه على قناة “BFM”، الفرنسية، قال بتحليل إخباري الجمعة: “لا نتحدث هنا عن فرار سوريين من قصف، نحن نتحدث عن أوروبيين يغادرون (..) لإنقاذ حياتهم”، قبل أن تنقل فرانس 24 توضيحا من القناة يتضمن أسفه.
– الصحفي الفرنسي، أوليس غوسي، قال بالقناة الفرنسية ذاتها: “نحن في مدينة أوروبية وهناك إطلاق صواريخ كما لو كنا في العراق أو أفغانستان، هل يمكنك أن تتخيل؟”
– مذيع قناة الجزيرة الإنجليزية البريطاني، بيتر دوبي، تحدث الأحد، عن الأوكرانيين، قائلا إنهم “أناس من الطبقة المتوسطة ليسوا لاجئين يحاولون الهروب من مناطق الشرق الأوسط”، قبل أن تعتذر القناة.
– كيلي كوبيلا، مراسلة محطة NBC الأمريكية قالت بتغطية إخبارية: “هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا. هؤلاء مسيحيون بيض”.
– بمقابلة مع “BBC”، الإنجليزية، قال النائب العام الأوكراني السابق ديفيد ساكفارليدزي: “هذا مؤثر للغاية أن أرى أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر يقتلون (..) الضحايا أوكرانيون ليسوا عراقيين ولا أفغان”.
بدورها، انتقدت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شابيا مانتو، في بيان الثلاثاء، “ازدواجية المعايير والتصريحات العنصرية العلنية التي تثير التمييز”، مضيفة: “لسنا بحاجة لهذا النوع من الخطاب. الوضع مأساوي جدا للاجئين من أوكرانيا وسوريا وأفغانستان ودول أخرى”.
ثالثا: “تمييز” كروي
على خلفية التدخل الروسي، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ونظيره الأوروبي (يويفا)، الإثنين، استبعاد منتخب روسيا وأنديتها من البطولات الدولية.
هذا الموقف “كيل بمكالين”، مع عدم تطبيقه بحق منتخبات “الكيان الصهيوني” المحتل لفلسطين الذي يقتل الأطفال والنساء منذ سنوات، هكذا رأى نجم الكرة المصرية السابق، محمد أبو تريكة، في تغريدة الإثنين، والذي تلقى بطاقة صفراء بمباراة مع منتخب بلاده، وتحذيرا من الكاف في 2008 بعدما اعتبر رفعه شعار يدعم غزة “موقفا سياسيا”.
أيضا لم تخرج “دعوات شبيهة”، وقت استهداف روسيا للسوريين المدنيين في 2018، بينما كان موسكو تستضيف كأس العام آنذاك، وفق تغريدات للسوريين ورد فراتي، وعمر مدينه، هذا الأسبوع.
رابعا: “تمييز” قضائي
بعد يومين من تقديم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي شكوى لها ضد تدخل روسيا، أعلنت محكمة العدل الدولية، في بيان، الثلاثاء، أن جلسات الاستماع الأولى ستعقد يومي 7 و8 مارس/آذار الجاري.
ووسط وصف للإعلان بـ”العنصرية”، غرد الكاتب السوري، أحمد موفق زيدان، متسائلا: “محكمة العدل خلال 5 أيام من غزو بوتين فتح تحقيق ضد روسيا وهذا جيد لكن ماذا عن 7 سنوات من إبادة الشعب السوري”.
وعبر حسابه بتويتر، وصف الأكاديمي العربي، المتواجد ببريطانيا، رمضان جبارني، الأمر بأنه “نفاق فـاق الحدّ”، معترضا على عدم تطبيقه على إسرائيل وجرائمها في فلسطين.
بينما استنكر السياسي اليمني، شوقي القاضي، عبر حسابه بتويتر أن تتحرك المحكمة الدولية “في أقل من أسبوع (..) بينما سوريا واليمن وليبيا والعراق تعيش حروباً ومآس منذ سنوات دون أن تتحرك أو يصحو لها ضمير.