تسريب وثيقة سرية إلى وزير الداخلية / مختار بابتاح ..المصدر موريتانيا الآن

معالي الوزير
أكتب إليكم هذه الملاحظات الخطية بخط يمني وأضعها في ظرف خاص، ارجو أن لا يتسرب للإعلام والمدونين وأن لا يطلع على ما في هذا الظرف غيركم حتى المستشارين المقربين، لا أريدها أن تتسرب إليهم، كما تسربت الوثيقة السابقة، فهي سرية للغاية وتحمل معلومات خاصة ولذلك أرجو أن تستلموها مني يدا بيد، ثم اعذروني على رداءة الخط وسوء التعبير فأنا الوجيه الذي لم يجد الوقت الكافي لدراسة اللغة والكتابة.
معالي الوزير..
أنا الوجيه السياسي (ع ، س ، خ) أنتمي لقبيلة أولاد (غ ط ك)، وهي قبيلة منتشرة على امتداد التراب الوطني وبينها وبين قبيلتكم الكريمة علاقات تاريخية وقوية ما زلت أذكر أشعار أبائي وهم يمدحون شيوخكم التقليديين، وما زلت أعرف قصص الجدات وهن يتحدثن عنكم وعن كرمكم للضيافة، وعن جودكم وأخلاقكم فلا غرابة إذا استقبلتم هذه الرسالة على ركاكة تعبيرها وقلة ما فيها من أفكار، وأنتم الكريم ابن الأكارم، وأنا فلان بن فلان ذلك الرجل الذي ما فتئ يقرض الشعر قرضا في مناقبكم وبطولات جدكم المعروف، فاقرؤوا هذه الرسالة وردوا عليها ب”أحسن منها”.
معالي الوزير أشكو إليكم ممن حرّروا هذه الوثيقة المعنونة ب”الخريطة السياسية” فهي لم تذكر قبيلتي بما تستحق، اللهم إشارات قليلة عارضة وعابرة لا تعطي المرء حقه ولا تنصف الأجواد مثلنا. فهل تجاهل السادة الولاة والحكام أننا مجموعة تقليدية وازنة، وحلف قوي يمتد من شرق البلاد إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، بعد هذه الحقيقة التي تشهد عليها كل المجموعات والأحلاف التقليدية يتم إهمالنا وإخراجنا من المشهد عنوة، ونحن الذين شاركنا بقوة على امتداد التراب الوطني ولولا وجودنا في المشهد بكل ولايات الوطن ما استطاع فخامة الرئيس أن يتجاوز الشوط الأول.
معالي الوزير.. أن تتحدث الوثيقة وبكل وقاحة عن قبيلة كنا نعدهم من عبيد الأمس و في ذيل المجتمع، وتصفهم بعبارة “حلف جديد يتشكل” فتلك مؤامرة ما بعدها مؤامرة ولقد تعمد السيد الوالي ِأن يستغل منصبه ونفوذه لانتسابه لمجموعة معروفة وصديقة للقبيلة المذكورة والتي كانت بيننا وبينها ثارات قديمة وحروب استمرت لعدة عقود، ولقد وقعنا قبل سنوات قليلة صلحا يقضي بتناسي الماضي ونسيانه، ونترك الثارات لكن السيد الوالي وبتحريض من الوجيه الروحي المعروف قرر أن يعيد تلك النعرات.
معالي الوزير ..
أرجو أن تعدلوا عن هذه الوثيقة وسأتولى تفنيدها إن ساعدتموني في رشوة بعض الصحفيين المشهورين والمدونين الكبار للكتابة عن كذب الوثيقة؛ بل سأعترف أمامهم أنني من كتبها وكانت مجرد “سمكة ابريل الماضي” وهي كذب بالكلية.
معالي الوزير وبعد العدول عن الوثيقة وإضافة قبيلتنا كمتصدرة للمشهد السياسي في المنطقة أرجو منكم البحث عن محرر ومدقق لغوي حتى يتم حبك تلك الوثيقة الأخرى مع الأخذ بالملاحظات التالية
1- يفترض أن يكتب على الصفحة الأولى وتحت العنوان مباشرة جملة (هذه الوثيقة سرية جدا ويعاقب كل من سربها للإعلام).
2- كان يفترض أن تبدِأ بمقدمة ككل الوثائق المنشورة وتكون على شكل ديباجة من قبيل (في دولة تشهد بعض التغيرات والوعي السياسي في النخب المتحررة لا بد من إصدار وثيقة جديدة تضمن للطبقات النبيلة حكم البلاد وإلى الأبد…)
3- لا بديل عن خلق آليات تضمن واقعا جديدا يضمن لأبناء “الخيام لكبارات” مكانتهم التاريخي.
4- الحركات الحقوقية والأحزاب خطر يهدد دولتنا المتوارثة جيلا عن جيل. .
5- انحسار نفوذ بعض المشايخ التقليدين لصالح الأحزاب والحركات السياسية ينذر بتقويض الدولة إلى الأبد.
6- وأخيرا تذكروا مرة أخرى قبيلتنا وما تقدمه للدولة ونرجو مساعدتكم والجواب بظرف آخر في داخله رسالة مختلفة تماما عن هذه الرسالة..
والسلام..
كتبه : الوجيه السياسي ع ، س ، خ
التوزيع:
ـ معالي وزير الداخلية.
ـ فخامة رئيس الجمهورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى